تحولت أماكن الزهور إلى قبور،
حتى صارت كالعقود المنظومة،
لابد من الخروج،
فكيف الهروب ؟
وعزرائيل يجُول في الليل والنهار ،
وصوته المخيف يسُمع كل ثانية،
مسير … مسير
السير على أطراف الأصابع ، لا مكان لوضع الأقدام، فألف ألف مهد ورضيع و طفل وألف كريم و شجاع و شيخ وألف عذراء وحسناء،
تحت الأقدام نائمون ،
ظلام ليل ، سماء بلا قمر ونجوم،
عثرة في حفرة صغيرة لم يكملها حفار القبور ،
صوت الرياح ينادي،
عزرائيل… عزرائيل،
لم يعد للخوف محل ،
فالنار و الرجس صارا أرفع صوتاََ
مطر…. مطر
لمعةٌ بعد لمعة أنارت الدرب إلى شجرة للإحتماء
جسم يرتجف، يدان باردتان
كبرودة بقايا جثة لم تجد من يتعرف عليها لإستلامها.
القطرات من النور تنزل قطرة قطرة ، يتبلل الشعر الكثيف ذا اللون الذي يشبه عظام موتى منذ عقود.
الأمر والروح سلمت لبارئها حتى بزوغ الفجر.
هدير سيل للحقول يجري،
انتظار… انتظار
يقطعه ويمضي
مضت سبعة أيام أشد من سبع عجاف،
الآلام تداوي بعضها
فالمصيبة الكبرى تصبر الصغرى.
لقد أفسدت الأرض هناك
وأمسى الأعزة أذلة،
وتبقى الزرايا هدايا،
والمصائب مكارم،
لحظة صمت،
يدان ترفعان،
صوت يصعد عالياً إلى السماء .
“لك الحمد والشكر يا ذا الجلال” .