عتمة هذه الليلة مغرية جدا/ بقلم : حواء فاعور ( سوريا )

عتمة هذه الليلة مغرية جدا
أطراف أصابعي الباردة
وابتسامتي كلما تذوقت البحة الآسرة في صوتك تلف روحي ،وهي تتردد الى مسامعي وكأنك تحادثني فعلا بنفس الرصانة والهدوء .
انعكاس ضوء شاشة الهاتف على وجهي
لمعان عيني ،
واللهفة
مضى وقت طويل يا عزيز القلب
وانا اتجنب ان أكتب لك
كيف حالك ؟!
وكيف حال الصحراء والنار ؟!
اتمنى ان يكون لون خيمتك ازرق
انت الآن تجلس على الأرض وفي اذنيك سماعتين
تقطران معزوفة واحدة لبيتهوفن على الأرجح ستستمر في سماعها لساعات طويلة طويلة جدا
لن تنظر للسماء
ستغمض عينيك وستبكي لاعنا الذاكرة والوطن
محاولا استجلاب رائحة جلدي
او شعري العابق برائحة السجائر
ستفتح عينيك فجأة وتتلفت حولك كالمجنون باحثا عن ظل قصير ومتعب
عن ظلي
وتحاول جاهدا ان تقنع نفسك أني وهم
وانه من المرهق للغاية ان يعشق رجل امرأة من وهم
أتعرف يا عزيز القلب ؟
لقد تغيرت كثيرا ،وماعدت امرأة حزينة او فاقدة
ولا عاد هم الكون محشور في حلقي
وقلبي ما زال عاقا وصار باردا جدا جدا
كلما حاولت زراعته على عتبة امل حطت الغربان الجائعة فوقه ونقرت لبه حتى تشبع
انت تعرف أني ما خبأته يوما واني بسطت كفي التي تحويه طويلا حتى آذاه كل من اشتهى ذلك
كثير من التناقضات واللامبالاة والبلاهة محشوة في قعر ذاتي يشعلها الضجر فتصير هشيما نافثا قد يصل الفوهة يوما فأفور وحدي وانتهي رمادا مهجورا لا يعلم به أحد
كان من الممكن جدا ان ارث القسوة
لكن شيئا صارخا في داخلي أباها دائما
كان من الممكن ان أكره
اكرهك مثلا
لكني امراة لا احب الأشياء السهلة
كان من الممكن أن اكون ناقوسا زجاجيا موبوءا بالضوء
لكني فضلت دوما الغوص في العتمة حتى النخاع لأطفو على السطح بالنور
كان عليك ان تذهب وعلي أنا ان اكرهك
واتعذب
لكن امراة مجنونة كانا لا يعني لها العذاب شيئا لذلك بقيت أنا الاخيرة في الكون التي تملك مفتاح باب العتمة في روحك
الوحيدة التي تقبض على هالة نورك وتعرف مكمنها وتجيد لمسها كلما استعر الشوق
اعرف انك تائه الآن في جب العالم
وانا لست افضل حالا
الخواء يعوي في داخلي كذئب جريح كله
وعليه ان يبتر ذاته ليرتاح .
كل هذا هباء!
مازلت فكرة قلبي الوامضة
ومازلت انثى السراب
والواحة في اخر مرمى نظرك غنية بالنخيل والخضرة
وحقيقة الأمر صحراء بلا قرار ،فلا تمشي للواحة يا عزيز القلب
كن هناك حيث أنت مع الحقيقة
واترك دوامة السراب حتى لا تبتلعك
كن بعيدا وجميلا وحيا
وانس
انس المرأة الوحيدة التي كنت طفل قلبها
المرأة العاقر التي ماقالت لك يوما
حبيبي .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!