أشْتَقُّ من آسْمِكِ صِفَةً للصّباحْ ، وأُغَنّي !
أُوَزِّعُ ضحَكاتكِ على الأطفال كأنّها حلوى
العيد ، فيَمْرَحونَ في هَرَجٍ ، يَبْهَجونَ ويَعْبَثونْ !
أنْثُرُ لُؤْلُؤَ بَسَماتِكِ عَقيقَ فَرَحٍ على رَطانَةِ الهواء
لِأُرَمِّمَ مِزاجَ الطبيعة مِمّا لَحِقَ بها من لَوْثَةِ حُزْنْ !
يستدرجني الزّمن أن أسْرُدَ له بعض تفاصيلك ذُخْرًا
لَهُ من شُحٍّ قد يُخَيِّمُ فوق جبال الغِبْطَة أو قَحْطٍ قد
يصيب روح البهجة !
أُخَبِّئُ وجهي عن الأشجار قبل أن تحاصرني بالسؤال عنك /
ماذا سأقول لها اليوم ، وأنت غائبة ، حين تُحْرِجُني وهي
تنحني كَرَمًا لِمروركْ !
تَرَكْتُكِ للصّيف ، تَرَكْتُكِ للبحر، ولِأَعْراسِ النّسيمِ الغاشِمْ !
فتَبًّا للصيف ، اللّعنة على البحر، وسُحْقًا لأيادي ذاك
الذي سيُغيضُني بِأنْ يكونَ مَرْفَأً لهجرة عَيْنَيْكْ وخَيْمَةً لقلبك
ثمّ أنيسًا وجَليسًا يُطارِحُكِ شَبَقَ أحلامِكْ ويُهَدْهِدُ النّاهِدَ
من آمالِكْ : هو هو ذاكَ النّسيمِ البِكْرِ الطّاعِنِ في الغِوايَة ،
وقد سَرَقَكِ منّي في وَضَحِ المَكْرْ مُصادِرًا أبْجَدِيّة مَيْلِكِ
ووَهَنَ عاطِفَتِكِ الموبوءة بالآنقياد وفَرْطِ الآنحياز، في غَفْلَةٍ
من حظّي وتحت سَطْوَةِ القضاء التي هل من مَرَدَّ لِحُكْمِها !