فتات ذكريات / بقلم : هند حرب

شعرتُ اليوم أنني أشتاقكَ على نحو من الجدّ، فكرتُ أن اتصلَ بكَ ثم محوتُ الفكرة، كتبتُ لكَ عشرَ قصائد ثم مزقتُها، وانتهيتُ برسالةٍ فحواها كلمةٌ واحدةٌ اختصرتْ مايختلجُ في نفسي،
“اشتقتُ إليكَ”..
لكنها لم تكن كافيةً ولائقةً بمشاعري فما أرسلتها.
والآن ما الحل؟؟
ماذا أفعلُ حتى أتخلصَ من مخاض الذكرياتِ في عقلي؟..
وهل أملكُ تلكَ الجرأةَ التي تجعلني أطردكَ إلى الصف الأخير من سلسلة أفكاري التي على كثرتها ماعدتُ أعرفُ من أين أبدأ، وبمَ أبدأ!..
لكن الطفلةَ المتمردة في روحي تأبى تريدكَ دائماً فكرةً كنتَ أم حقيقة.
عدْ، عدْ أيها المسافرُ في تيه عقلي حتى أجدَ في حروف أبجديتي مايليقُ بوصفكَ، حتى أزرعَ تربة روحي الجرداء لكَ بنفسجاً تُحبه،
عدْ ياقطعةَ فرحي المفقودة لتنيرَ أعماقي وأتوسدَ قلبكَ، ولأن الهوة المعتمة في روحي تزداد عمقاً، وفتاتُ الذكريات ينفدُ مني، ورمالُ عمري تتسربُ ولاسبيلَ لشقِ صدري وإخراجكَ عنوةً منه،
ولأني لا أزهرُ إلا بكَ ومعكَ وبأرضكَ..
وتبقى الجزءَ المبتور من سعادتي، المحبوسَ في تنهداتي الطويلة والحاضرَ الوحيدَ المُفتقد..
تعال ألقاكَ في شهر نيسان فأنتَ وأمطارهُ تتشابهان، إلا أني أحبكَ أكثر..

هند حرب 

عن سوزان الأجرودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!