آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
قد أحبك بمزاج مغربي إفريقي لا يرثل قصائد عند البوح ولا يهوى الذهاب تحت المطر أو يرى من العالم فضاءاً وردياُ يصطفي المتحابون في المدينة الفاضلة لجمهورية أفلاطون، قد أحبك بدون قواعد وقوانين وأجلس مكاني صامت كأن ما حدث لي شيئاً عادياً لم يترك تغييراً ولا تعديلاً ولا إضافة ولا لمسة سحرية على محيطي رغم أنّه ترك الأربعة و أكثر في البقعة الداخلية من محيطي الآخر، في البقعة التي لا ترى إلاّ مني ولا تدرك إلاّ لمن يفهم رموزها الغامضة، ولأن الإنسان ابن بيئته فمجتمعي علمني جيداً كيف أحكم أسراراُ وقصصاً وحياة لا أبوح بها وأنهمر في ألحانها الحمراء، علمني الواقعية في كل شيئ عوض النظر إلى النجوم، وكيف أكتم مشاعراً بإتقان وأبحر بعيداً بعيدا عن الزمكان، فلا ثمة طريق للهوى وسط زحمة طرقه التقليدية المتجردة، فهنالك مقعداً في المحيط الآخر يروي ما يسطر هنا وما يتلى هناك وما يعجز عن التعبير، ويبوح بقوة الصوت تمرداً في تلكم الأزقة والطرق التقليدية الخالية، صحيح أنها لا تعزف بلحن فرنسي ولا برقصة هندية يجتمع عليها أفراد الحي ولا بروح تركية تستمد المرونة في الأداء لكنها فعلا تحبك بمزاج مغربي إفريقي بعدد الأخطاء التي ارتكبت في محاولة الاعترافات الكثيرة، في عدد الأيام الباطنة والظاهرة مع قصائد لم تصل وأحرف شقت طريقها للسماء وأخطأت وجهتك، وسارت تصول وتجول أدراج الكون إلى أن عادت إليك حاملة واحدة من الإمدادات المزعومة بين الكثير منها في المحيط الآخر.
عن محمد صوالحة
