آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
أكتب نصوصاً لاتشبه الجدران فأنكفيءُ خلفها وألتهم المعاني بسريّةٍ وحدي
كنت دائما في العراء
أكتب الريح مستشاطةٌ من نزقِ الأشجار
أكتب البحرَ ينسكبُ في نَصّي أحيانا
لأُقدمه لتائهٍ قذفتهُ الحياةُ عند أعتابِ جزيرةٍ موحشةٍ في قلبي
أكتب النخيل هازئاً بانبساط الحكايات التي أدمنت التكرارَ ويعدها بأنه سيحلُّ وثاقَ الفكرةِ لتصهل في أروقتها جموحاً وانزياحاً قد لاتدركه النوايا
أكتب الجدرانَ التي عاشت في وهمِ انغلاقِها على جرائمِنا الجميلة التي يتداولها الماءُ ويبثُّها النهارُ على موجاتِ الضحكِ من غباءِ استتارِنا
أكتب العناقيدَ ..ملقاة في أفواهٍ لم تتعلمْ قدسيةَ الجوعِ
أكتب أقداما تلتهم الأرضَ مسرعةٌ خلف حلمٍ لم تقدّر حدودَه
فأصابها العوقَ وتبسم الحلم ضاحكاً من عجزِها
أكتب عيوناً تهيمُ في قاع القصيدةِ في محاولة بائسة لاستيعاب الضوءِ
أكتب رؤوساً خاليةً الا من فراغٍ
تدور في دوامة الحروف ولاتنهل منها كلمة تسد جوع وجودها للتبصّر
أكتب رموزاً عاريةً يقرؤها المارّةُ دون الرجوعِ إلى قواميسِ الوجعِ المنكفيء خلف انحناءات خطوطِها
أكتبني وأنا أُنظّر للأقلامِ قوانين الوقتِ الفاصلِ بين الكلمةِ وسقوطِها في أقبيةِ الورقِ علّهُ يتّسعُ لمعانٍ تُحمِّلُني فيوضاتِ الكتابةِ
أكتبُ أحلاماً بعثرتْها عاصفةُ الحربِ وقد أزِفت قيامتُها ولم تؤمن بالحسابِ فانزاحت عن النشور وسكنت في شقوق جدران لم أكتبها بعد
