كلما تذكرتك زرعت لك
حقل من الكلمات والدموع
تركت دمي يتسرب إلى الهواء
ووقتي إلى الفراغ
قلبك وحيد مثلي
كلما رأى نفسه بكى
لست وحدك تمضي
عيناي يسبقن الخريف
ويرافقنك
بعد كل خطوة تنهمر دمعة
رغم المسافة التي بيننا
الا انك اقرب من ظلي إلي
ضحكتك المستعجلة تشبه خطواتي
كالطريق التي تسبقني إليك
الصدفة منحتنا أشياء كثيرة
بينما المسافة لم تمنحنا سوى اللهفة
بعض الصمت يصرخ في اعماقي
بعض الاحلام تنحت في ذاكرتي ظلال
ترسم في خيالي لوحة
كالوشم الذي اتخيله على صدرك
يساعد القلب على النبض
كنهداك اللتان اصبحتا ناضجتان كالبرتقال
كحلمتاك اللتان ازهرتا كزهر الرمان
إنه العشق،،
يدفع السحاب إلى الامطار
ويدفعنا إلى العناق
كما يدفعك جسدك الى الرقص
ثم الارتعاش
واخيرا السقوط
اراك اطول من الاحلام
اعمق من البحار
كثيف كالأشجار
لا تنسين ما انت الان
طراوتك ترمم القلب.
IV
أن تسقط في حفرة
لا يعني أنك عاجز عن الخروج منها
أن تخرج منها
لا يعني أنك تجاوزتها
أن تغرق في مستنقع
لا يعني أنه لن ينضب.
أن تومض العيون الساهرة
لا يعني أن الليالي الحالكة ستنطفئ
أن نقترب من بعض
لا يعني أننا نتنفس كثيرا
أن نتنفس
لا يعني أن احضاننا دافئة
أن نفقد شيء
لا يعني اننا لا نتحسر عليه
ان نتحسر عليه
لا يعني أننا سنفقد وجوده
أن تعطيني شيء كي اعطيك اخر
لا يعني الكرم
أن نتقايض دون أن يكرم احدنا الاخر
لا يعني أننا اوفياء
أن نصمت
لا يعني أننا لن نقول شيء
أن اقف في منتصف الطريق
لا يعني أنني عاجز عن الوصول إلى النهاية.
V
كلماتك التي اثقلت انفاسي
دفعتني لمرافقة ظلالك
والتسلل إلى أحلامك
جعلتني اشفق على نفسي
لأن قوة الجذب اكثر من قوة الاستجابة
طراوتك تنسيني اسناني الحادة
حينما تدلكين جسدي
سيلين وسيصبح اكثر مرونة
كقطعة حلوى مطاطية
كجسدك المثير للشهية
ان اشتهيك كأشتهائي لكأس من النبيذ
لا يعني انني مريض واحتاج الى قناع
او مصحة
الذي تظنينه ذئبا لم يعد يعوي
اتخيل نفسي جارتك المطلقة
التي تنتظرينها على سريرك
انتظرك كما تنتظرينها
دعيني اتنفس انفاسك التي تخنق رئتي
كدخان سيجارتي
نشرب الفودكا بكأس واحد
ونلتهم بعض مثل الحيوانات
تذكري انني اليفا ورقيقا
ارق من زبدة الحليب
تذوقيني
هل صرت لذيذا مثلك؟
لو قلت انك توأمي
وأنني اعشقك كمثيلتك الجنسية
هل ستخطفيني من بين المراهقات
وتصطحبيني الى الحانة
وتأكدي لي ان الحرب ستنتهي حينما نبدأ الرقص
وان الدنيا ستكون على مايرام عندما نعانق بعض
وان المساء سيكتمل بأحضانك
وان الاشياء الجميلة ستكبر كنهديك وتتكور كمؤخرتك
وتثبتين للجميع أن العشق ليس له حدود.
VI
البرد
أن اترك الهواء يتدفق نحوك
مثلي تماما
كرائحتك التي تعطر المسافات
الحرارة
أن اترك شفتيك حارتين كقبلاتي
الليل
أن اساعدك على السهر
وتذكر الاحلام
اي حلم أنا؟!
الصباح
أن اتي اليك
كطائر انت جناحه الوحيد
ثم أنصت الى زقزقتك.
VII
حلمت حلما مشوقا
دغدغ اوتاري
كان كل ظل من ظلالي
يمثل ذاتي
يتناغم معي
يسليني ويلهيني عن اشياء كثيرة
حتى عن نفسي
كنت اسعد انسان في الحلم
غريب عن الواقع
وحين استيقظت
وجدت انني لازلت تعيس مثل الغيوم
ومألوف مثل الدموع
ومن اجل ان اشعر بالوجود
نسيت وجودي في العدم
ولم انسى ابدا ذاتي
صرت اتخيل الاشياء كما في الحلم
اتخيلها واتوقعها في حالات مختلفة
كنكهات شهية في وجبات متعددة
تمنيت لو ان الاشخاص ظلال
ولو انني ذلك الذي في الحلم
يعانق ذاته ويمرح مع الجميع
يحقق رغباته دون ان يعيقه شيء.
VIII
يجب أن يعرف الجميع
أنني غريب الأطوار
كصورة منعكسة ومهتزة
احياناً اكون احادي اللون
واحياناً بلا الوان
احياناً اترنح كظل
واحياناً اقف كنصب تذكاري
احياناً اكون المزلجة
واحياناً اكون الجليد
احياناً اكون انعم من الرمل
واحياناً اكون اخشن من الحجر
احياناً اكون الالم
واحياناً اكون الدواء
انفاسي رياح
وأنيني صراخ
اعرفُ أن اخلع وعيي
أن اتجاوز الكثير من الحواجز
لأجل حرية الأرادة
أن أقف وحدي في وسط كميه كبيرة من الهواء
لأجل وقت قصير من المتعة
أن اصعد السلم
لأجل الوصول الى الهدف
أن انزل منه لذات الغرض.
IX
اخلع عني طبيعة مفروضة
امضي نحو طبيعتي التي منها خلقت رغباتي
اهداني الصبر اغنية
عمقت الحنين كالحزن
تمنيت لو ان مثيل لي يحتضن حنيني
لننسى معا هم المستقبل المجهول
وننصب تذكارين للرغبة
لحريتنا المعتقلة.
X
هذا المساءُ
تغادر فيه كلُّ النجوم
يحزن معي حزن عميق
كبحر هائج
أنا عتمته
أتبدد
تشربني العيون
ثم تغيب
لم أتمكن من جمع أحلامي
التي تسْتَحمُّ بالأوهام
ولا رؤية الصور المبعثرة في الذاكرة
والنسيان أطول من الذكريات
هذا المساء يَتَحَسَّسُ وحدتي
ويهمسُ لي: كن وحيدا وحرا.

XI
تعال إلى المعبد
نرتل ترانيم العشاق
نمحو الاحزان بدموع الآلهات
نقلدهن ونطلي عيوننا بلعابنا
تعال الى الحانة
نغسل وجداننا بنشوة الخيال
ونرقص رقصة بوهيمية
تعال إلى طريق الغواية
نتجاوز المسافة
ونتبع خطواتنا
حتى النهاية.