كنت اريده أبيضا كالثلج / بقلم : حواء فاعور

برد السنين كحلي في عظامي ، كنت اريده أبيضا كالثلج ،
طريا ولامعا تحت ضرس الوقت
كنت اريد دما غليظا وطويلا يربطنا ،
دما أبيضا ، ينسل في عروقنا كحبل ،
وأظافرا صلبة وقوية قبالة خيبات العمر ورحى الواقع .
ليتني امتلكت وتدا ،حين طارت الخيمة في غبار الحوافر .
او ظهرا أسند إليه ظهري ، حين كانت الطعنات مصوبة أو عمياء .
هناك حيث قيظ النهار وبرد الليل ،
كنت أتجمد مع ظلي دون نخلة او وهم واحة
او
ساعة تشير إلى البرد الذي يتسلل إلى عظامي ، يعكس زجاجها الشعاع فيصير البرد دفئا .
لطالما حلمت بليل وموقد نار واغطية على كتفي ،
بحديثك ويدك ،
بدمك وهو يترسب في عظامي ويندفق في عروقي دافئا وابيضا كالألم ،كالحب ،
وأحمرا قانيا كالرغبة والخيام .
بكف على كتفي وكلمة .
برد السنين كحلي في عظامي ، يحيل الشمس الى التقاعد
بعد ان شاخت .
ولم تصر وتدا ولا ظهرا و لا ساعة ولا حتى نخلة ،
ولم تنبس بكلمة
الشمس لاتعمل ،
البرد كحلي ، والرغبة زرقاء ،
الحبل رفيع ، والخيمة اندثرت في غبار الحوافر

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!