لا صاحب اليوم ../ بقلم : ياسمين العابد

لا صاحبَ اليومَ يؤتي الحقَ للزادِ
سادَ القنوطُ وبثَّ الهمُّ إسهادي

ما ضلَّ من جَعَلَ الأخلاقَ ديدنه
ويبتغي اللهَ في قربٍ وإبعادِ

تشدو بعفتهِ الأكوانُ في شغفٍ
إنَّ الخلائقَ لا تسمو بتعدادِ

تحنو النفوسُ لمن يُجْلي ضغائنها
أو مَنْ يعانقُ شوقَ النسمِ للوادي

قُضَّ الهنا. وابتدى ليل الجفا. وهوى
نجمُ الليالي فزادَ العتمُ إرعادي

فليَسمَعِ الدهرُ أنَّاتٍ تخالجنا
ولتجزعِ الأرضُ من ويلاتِ أندادي

ماذا فعلنا لكي تَبْلى خوافقنا؟
نحنُ الأشاوسُ كم عدنا بأمجادِ

إنَّا مضينا ودرب العزِّ غايتنا
هل من رفيقٍ يروم الآنَ إنجادي؟

خيرُ الأحبةِ من زانتْ طلائعهم
فالطير تغْرُدُ لاتشدو بأصفادِ

والوجدُ ليسَ لهُ للحقدِ من نَصَبٍ
والغدرُ ليسَ لهُ في صدرهم شادِ

إنَّ اللئامَ وإن بثُّوا مكائدهم
تشقى النفوسُ وكم نشقى بِحسَّادِ

تَبعتُ دربَ الهوى كم كنتُ أعذرهم
واليومَ أبكي على غلٍّ و أحقادِ

ماكنتُ نذلًا. وخبثُ الطبع أمقته
او أن أُعِينَ سفيهَ القولِ أو عادِ

من للوجيبِ إذا ماالقهرُ يركُنُه
جارَ العداءُ وَ دَكَّ اليأسُ أوتادي

من ينْكرِ العرفَ لا تُحْمَدْ عواقبه
خيرُ الأكارم من يسعى لإسعادي

خابتْ ظنوني ببعضِ الصَحْبِ وا أَسَفي
والقهرُ يشْعُلُ في طيَّاتِ أكبادي

شرُّ الرِّفاقِ عدوًا كنتُ أجهَلهُ
من يكظُم الغيظَ لو قاموا بإنشادي

من يزرعُ الحبَّ روضًا سوفَ يحصده
غرسًا جميلاً وتزهو فيه أنجادي

إنِّي الأبيُّ وقولُ الحقِّ ذا قَسَمي
سيفُ العدالةِ لا يَأْبى بأوغادِ

كلُّ الوجودِ وكلُّ الكونِ يعرفني
إنِّي الأصيلُ سَلوا أجدادَ أجدادي

تجذَّرَ الخيرُ في قلبي وكلَّلَهُ
نورٌ أضاءَ لأنَّ الفجرَ ميلادي

ياسمين العابد
.

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!