للريح موطن .. بقلم / ميرفت أبو حمزة

للرّيحِ فِيَّ موطنٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لي منكِ رائحةُ السبيلِ
فما الآتي إليَّ بعدُ
أيتها الريحُ ..؟!

أنا الثقيلةُ أحمالي وما ألقيتُها
أرفعُ صخرتي عالياً .. عالياً
ويتبعُني الخرابُ ..

لي من الغدِ انتظاراتُ المسافرِ ..
ما أودعتُها يأساً ولا مللاً
شللُ الطريقِ يراودُني وأردُّهُ فيردُّني .
أسرُجُ أنفاسي لأمضي
فيُقصيني الرجاءُ ..

سبحانَ من أوصى لي
من الأماكنِ أعتاها وأصعبَها
وسخّر لي من ضَيِّقِ المنافسِ أضيقَها
وأجازَ صدري للمدامعِ بركةَ ماءٍ

للطريقِ الذي سحبَ أقدامي
في وَحْلِ غُربتِهِ
وجرَّدَني وُعودَ عودتِهِ
هذي خُطايَ وذا صدري
كلُّ الدروبِ نواهبٌ صارتْ
فكيف أسيرُ..؟!

وجهي جدوله بحرٌ لا قرارَ له
ونوارسُ روحي
غامت بتيه المدِّ ..
لي سفينةٌ في الرملِ تنتظرُ
لا الموجُ يحملها ..
ولا تبحرُ لأرفعَ فيها راياتي ..

جَرجري يا ريحُ حديثَكِ الطويلَ
على دروبِ مسامعي ..
لكِ اللغاتُ كلُّها
وليس لِغَيْرِكِ أُصغي ..

وأَمضي بحبرِ قصائدي الخضراءِ عني
فلا أصابعُ في يدي ..
تدلُفُ مواسمُ كفي عصافيرَ
ويهجرني الغناءُ

أكملي يا ريحُ لحنَكِ البدويَّ
وما وقفَ الغناءُ عنده
أكمليه وسافري عني
لله أنتِ ولي منك
أمداءٌ تطوفُ يسيرةً فيها نداءاتي

 

ميرڤت أبوحمزة
من ديوان ” كنتُ أرى”

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!