لم يحتمل عتابي / بقلم سامر: المسالمة

لم يحتمل عتابي
فبادرني بقذيفةٍ صاروخية كانت تشق طريقها نحوي بخطىً حثيثة .
كانت الأسرع من لغة أي حوار بين شخصين يأكلان خبزهما من ذات الفرن الإحتياطي .

لقد حاول أن يستبدل أفكاري بشظايا تلك القذيفة المنطلقة لتحتل الحيز الأخطر داخل جمجمتي المتعبة بأفكار الرجعية المعادية للوطن وسدنة البنك المركزي.

لقد تمكن الأعداء من تجييري باكراً
وحشوي بأفكار العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص
كانت أمنيتي الوحيدة النوم في ليل لاتوقظني فيه أصوات محركات “الستيشن” و”اللاند روفر”
كان رفاق الحزب يملؤُن خزاناتها بنحيب تلك النساء المرتجفة تحت شرفات المنزل وبدموع أمهات المتمردين على السلطة .

لم أكن أدرك حتى حينه حجم الفعل الإجرامي الذي أتيته .
لقد خانني المعلم ولم يعطني درساً في التثقيف الطليعي .

لم يقتنع القاضي بذلك.
بل أدانني بتعمد الغياب عن حضور تلك الدروس بحجة مرضية عن سبق إصرار وترصد .

فخرجت كائناً مشوهاً يحمل أفكاراً تآمرية تستهدف كبرياء الآلهة ،، وتشمئز كلما بال الإله على شعبه وكلما تغوط عليهم بإفرازات معدته المكتظة بنصوص الممانعة المقدسة .

لم يكن أمامي إلا أن أعلنها صرخةً بين درفتين من حديد .

بدأت خيوط الشمس في ذلك الربيع تداعب هياجي.
أستحم للذهاب نحوها .
فأنا متهيأ تماماً للزفاف .
فغالباً مايتم زفاف أولئك المطالبين بتكافؤ الفرص باكراً .

أرتدي بيجامتي الرياضية من ماركة “بوما” وحذاء رياضي يصلح لسباقات الماراثونات التاريخية الفاصلة .!!

يقول لي أخي .
هل أنت ذاهب لصلاة الجمعة . ؟؟
أم لحلبة المصارعة في تصفيات كأس الجمهورية أبو علي .؟

من الآن فصاعداً
ستبات كل صلواتنا حلبات للمصارعة في التصفيات النهائية للفوز بكأس الوطن .
.
خطوات ممزوجة بالحذر .
الطرقات برمتها تحولت لمايشبه العرض العسكري .

ها قد وصلنا
ذلك الشكل الأسود المستطيل يتراءى لي من بعيد .
إنه الجامع العمري

بعد دقائق من الآن
ومن هناك ستنطلق صافرة الحكم .

تحولت صباح ذلك اليوم ” آذرعات” العتيقة لحلبة مصارعة بين خصمين يتجالدان للبقاء .

كل خصم يحشد مايستطيع من أسلحة ليفتك بالآخر .
لقد أتوا بسيارات رباعية الدفع يعتليها جنود بسحنات وأزياء بالية يحملون هراوات وبنادق ” كلاشينكوف” روسية الصنع تسمع لهم قعقعات صوتية بائدة تشبه صوت الدجاجة وقت الإباضة .

المتنافس الآخر يحمل أسلحةً سرية .
ستزج بالمعركة بعد قليل
حتى يسلم الإمام على الملائكة وتنتهي الصلاة .
ستراها جلياً
إنتظر فقط .

لأول مرة نصلي الفرض دون ركعتي السنة البعدية .

تنتهي صلاة الجمعة .
ويبتدأ النزال .
يشهر المصارع الأول أسلحته من هروانات وبنادق وشتائم .
ويبادره الخصم الثاني بأسلحة نوعية مهربة تجلت على شكل صرخات الحرية وقذائف تدك جدران نظام الطواريء الوطني.

يتعالى الدخان المسيل للدموع وتبدأ الأوبرا بعزف الرصاص الحي .
تعاني الصورة من بعض الخدوش .

تزعق قناة فرانس 24 بالحقيقة
مظاهرة في جنوب سورية من أرض “البثينة” وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى .

لقد بدأ الٱله يهتز
وبدأت تهتز معه أساطير الماضي .

ها قد عدنا ياحافظ الأسد .

في الثامن عشر من آذار تبتدأ الحكاية
وتفتح درفتي ذلك الباب الحديدي وللأبد .

ولن يغلق بعدها حتى تعود أمية لبستان هشام .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!