مساءات الحرب/ بقلم مفيدة المنديل

كعادتها مساءات الحرب المالحة
مرهونة في جسد الغياب
مشروطة بوجع الإنتظار
صمتها المفزع ،
يطوق فضاءات البعد
المزنرة بلعنة البارود وستائر الحداد
وكابوس ليلها ،
يتطاول باستعار الصراخ في أعماقي
وبرجع صداه المحموم يمتد بانثيال …
وكعادتها مساءات الحرب المعتمة
تحشرني في كوة الحنين اللعينة
الغارقة بخمور الخراب والعذاب
والدمع يحاورني
بينما أوعية الرماد في قلبي
تتلهف للاشتعال …
ومابين ستائر العتمة و ألسنة النار
يتلعثم ظلي باحتراق عروق الكلام
وكل الذي بيني وبينه
منفى و عويل كلمة ” محال ” …
ومابين طعنة الظلام وطيف قبلة الغرام
يشق صهيل حواسي المعطلة نشيج الأحزان
وكل مابي يميل لامتهان غواية الأحلام
فأسقط في شرنقة الأشواق
كفراشة هزيلة
أحرقت أجنحتها بمراودة جمر الشغاف
وبكل ما تبقى مني أستجير بخصوبة الخيال …
أتوهمني
بين غيبوبة الحرب و وهم الحب
منسابة لملامحك
انسياب النور في جدول ماء
وعطشي إليك ،
يفضحه ارتجافات على لسان قصيدتي الخرساء
ولهاث لحن تعرّى من لوثة الكبرياء
فيداهمني عطرك
يتغلغل أصغر المسام
وأدخل في مجراك
مدفوعة بجنون التوق أنزف إثم الغياب
لاتكبحني رغبة في مهادنة العقل
ولاتردعني فتاوى الاعتدال …
أتوسل الإقامة فيك بسلام لايعرف انتهاء
أرخي حلمي على صدرك
واحتطب من لهاث عينيك
موسماً للفرح وكرنفالاً للقاء
وبرعشة صوتك الموشوم بالحنان
أهش بزوغ الموت فيني
وبشلال النور من قصيدتك
أغتسل بسخاء
فتشهد روحي شقشقة الضياء
وتندلق أوعية الرماد من قلبي
لتصالب جمر ” المحال ”
وتتلألأ أنفاسي بكثافة النيران
فأتنهدك
وجوقة الألحان
تجترح من ثقوب القصب أجمل موال
ويبدأ الإحتفال بـ :
سبحانك ربي مغير الأحوال
وكل مابعد ذلك ليس يُكتب
وليس يُقال

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!