مناجاة/ بقلم : رندة السيوري

ولأنني في زمن المخاض
أنتظرُ استيلاد الحرْف
كانت طقوسي أن أوقد الشموع 
وأتلو ترانيم الوجْد
حتى ظننت نفسي راهبة
في دير مهْجورٍ
لا تسكنه سوى الأشباح
التي ألِفْتُ غَرابتها
واستطابت مقامي بينها
فملأتْ فراغات نفْسي خُشوعا ورهْبة
كنتُ أمنّي النفْسَ
أنْ أتسلّل اليكَ من ثقوب خلوتي
فأتخلل وحدتكَ وأسْكن ذاتكَ
وأسترسلت في طلباتٍ
تحملها أليكَ أنْسام الشوق
فردّدتُ دون وعي منّي
ما اختمر في أعماق الروح
دعْني أكنْ كلمة حزن
تغوص في اعماقك
وفرحا يستوعب قلبك
وقيثارة تعزف لروحكَ
دعني أكُنْ غُرْبةَ متصوّفٍ
ترتسم في خيالكَ
ولا يقبض عليها كفّكَ
دعْني أكُنْ طيفا يتْبعكَ كظلّكَ
ولا يجْرؤ على مُراقصتكَ واحْتضانكَ
يَرْقبكَ عن بعد ويُوِجعه غيابكَ
دعْني أقْتاتُ من وجْدٍ مُتقادم بيْننا
لاتزال تحْتفظُ به ذاكِرتِي.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!