من ضفة نحو ضفة ؟ / بقلم : نجلاء حسين – مصر

 

 

لو أننا أبدلنا الأزمنة بالأمكنة والمسافات!

ماذا لو أبدلناهما؟!

 

أي غيمة يمكن أن يحط فوقها الزمن  السيء مساء؟!

وأي جسر كان سينفرط من فوقه ما تبقى؟!

هل كان يمر الألم خفيفا هكذا

من ضفة نحو ضفة أخرى ؟!

 

الساعة تضمر بانفراجتها شيئا !

الوقت يعيد الحقائق نحو جهة ما !

سينتظرأعجوبتك أيها الغريب

سينتظرك بطول المسافات التي تقودها

كي تُقَطِّعَ الألوان كما كانت

في بوتقة فوق رف زجاجي

كي تقتسم الوديان والسهول

التي مرت من خلالك

والجبال التي تتسلق فوق ذراعيك

كي تجمع عينيك من بين الشظايا المتناثرة !

 

الوقت هو الآخر

أصبح كالأشياء يبحث عن حيز إضافي

ليلقي  مابداخله نحو فراغ ما

كي يستريح

كي يطرح اللعنات التي يحملها بطوله فوق كتفيه

منذ أنهار جفت..وقلاع سقطت

منذ الرياح والملح

منذ الضوء!

وأي ضوء هنا؟!

 

أ تتحمل الأمكنة كل هذه الوعورة تباعا؟!

أم تفتح ثقوبا في جدار الزمن وتبدأ في ابتلاعنا

وجها تلو الآخر ؟!

هل  وَجَدتَ للآلام حاوية  بعد ؟!

أم أن مكانا ما هناك قد يؤرخ الجدران بأسمائها

لتصبح أمكنة فارهة للحزن بدلا من أزمنة الضجر!

 

أ يلقى بنا  فوق الدروب الوعرة

دون رجعة؟!

كما كانت تفعل تلك الأزمنة غابرة!!!

 

هل تنجبنا أمكنة لا تعرفنا؟

نحن لن نتقصى عن بداياتها شيئا !

 

أم تصبح حلما نتأمل  فيه وجوهنا من بعيد ؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!