من نحنُ الآن؟ / بقلم: هبة المحاميد (سوريّة)

 

من نحنُ الآن؟

يُحكى في سالفِ الأوان
هناك أُنس
عاشوا حياة الإنسان
يُحكى أنَّهم رحلوا
ودعوا لنا الأرض
كي يزدهر بنا الزّمان
كُلّ ما سبق
لم يعد موجودًا
كانَ يا مكان ..
منذُ عقدٍ مضى
نفتقد الأمان
نفتقد معنى الحياة
نفتقدُ الاتزان
كانَ لنا أحلامًا
كانت لنا آمالًا
والآن باتت في الجَبَّان
لا داع للتفكير
لا داع للاختيار
لا داع
لإحضار قارئة الفنجان
فلسنا العندليب
ولسنا في سالفِ الزّمان
لا داع
لنسأل فيروز الشطآن
لا داع لقراءة الفنجان
لا داع لجلبِ الأحزان
حقيقتنا ما قاله نزار:
“إنّنا نُطارِدُ خيط دُخان”
أين ثغرنا البسّام؟
كيف تبخّرت الآمال
وحلّت محلّها الآلام!
عجبٌ عَجَب
كُلّ شيء هنا
يثير الدّهشة
تحيط بنا
إشارات الاستفهام
نحيا كأنّنا
بلغنا من العمرِ عتيّا!
أهناك ملجأ في الأرض
يسدُّ ثغور الفزع
يحتوينا بأمان!
أين الأمان؟
نبكي .. نتقهقر
نشكو إلى الله
ضيق حالنا
ونردّدُ: كانَ يا مكان ..

عن سوزان الأجرودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!