وقال سلاما / بقلم : أحمد محمود دحبور

لى شاطئ ابي رقراق وفوق تلة بن تاشفين في اوداية الرباط جلسا على كراسي جدلت بحبال من مسد اكتسى المكان بحلة زرقاء تشبه مدن الاندلس وثمة كؤوس الأتاي الاخضر تقرع من ذاك الساقي ذي اللباس المغربي التقليدي
سبقته صبية بعمر الورد نثرت صحون الحلوى المغربية من كعب الغزال المعجون باللوز.. المكان الضيق في ممراته اللولبية وغرفه التراثية تفوح منه رائحة الموحدين والمرابطين والرومان جذوره ممتدة ما بين النهر والمحيط تضاجعه مراكب السائحين وصيادي الاسماك وعلى الجهة المقابلة تجسلس مدينة سلا على ركبتيها تتنهد نسيم النهر وهو يلج الاطلسي تشابكت الاصابع وعزفت الشفاه طعم الحب المتلمظ بالشاي المنعنع وعسل الحلوى حيتهما شمس الغروب وودعتهم بابتسامة حب كان في الركن المخفي يراقب المشهد وانتقل به الحنين الى قلعة عكا حيث تذكر حين كان ذات صيف يلتصقان في جسد واخد وروح واحدة ومدافع الجزار مصوبة نحوهم وطيور النورس تبارك لهم حبهما العذري التقط صورة لهما وذهب واهداهما صورتين واحدة له ولجفرا في عكا والاخرى لهما فقال هذه من فلسطين قبل 5 سنوات صرخت الصبية “أويلي” كم تتشابه الامكنة والشخوص والمشاهد حاولا ان يقدموا له ثمن الصورتين فرفض وقال هذه هدية فلسطين لاخيها المغرب عانقوه واتثالت دموعهما اختفظ بحشرجة حنين وقال سلاما ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!