وُلِدْت مُسْلما مسالما
نبيلا برأس مَبْتور
و أسْلمت أمري
دون ردٍّ أو فتور
لسَيْف السّماءِ وعُنْف
الكِتاب.
أنيني وحْدةُ أنسي
و الطّيورُ المُهاجرة
تشَكّل من فضاء همْسي
أبَجدياتٍ متناثرةً
تُنير تراتيل و أناشيد
الغاب.
كَأسُ راحي مقْبرةُ
أحْلامٍ عشْتُها طَواعيّة،
بئْرٌ كتومٌ لنِقاطِ سَواد،
حروفٌ من بياضٍ
يؤَجّج جِمار رقصاتِ
الغياب.
أبدًا لم أكنْ يوْمًا هنا
كنْتُ دائِما هناك
أبْني من خرابِ الأَنا
قواعدَ مجدٍ يُؤثّت
عبَثا طقوسَ آخرِ
مِحْراب.
أَصْدائي حباتُ رملٍ
تدَغْدِغ أوتارَ عودٍ
اسْتَرِقُ سمْعها هديلَ
يمامٍ لِيوْمٍ موْعود
يصْبو ترْويضَ الحُروفِ
لِحضيرة كتاب.
سأَبْقى همْسًا يُعاكِس المَكْتوب
يشُنّ على الرّداءَة كُل الحُروب
منْ أجْل حبٍّ دَمّره الإنسان
بتفاهة السّؤال ،بتنْويم المعاني
ببلاغَة الصّور و البيان
و اخْتِلاق أعذارٍ و أسباب.
أنا الأحمق التائه دهْرا
بين تجاعيدِ الحُروف
أبْحثُ في القُطْعان
عنْ راعٍ أَوّاب
يصْرُخُ أَغْثاءَه
في و جه ذُلِّ أعْراب
في وجه جنّةٍ
موصَدةِ الأبْواب.