يخاصمني الخريف هذا العام !/ بقلم : مي محمد علاونة ( الأردنى)

أحاول تذكر  الخطيئةِ التي فعلتها، لكن ذاكرتي السيئة لا تساعدني !

ينتزع مني أوراقي التي أحبها

إنهُ بالتأكيد يعاقبني !

يظن الأمر مجرد ورقة، لا يعلم بأن أوراقي تلك أشبهُ بحجارة !

حجارةٍ بنيت فيها أُسسَ الحياة خاصتي وأن الورقة التي ستسقط ستترك مكانها فراغاً كبيراً سيؤدي لخللٍ  يُفقدني فيه إتزاني،

لا حقَّ له في ذلك إذاً، فأنا لست بشجرة عادية  !

أنا أنتمي لِفصيلةٍ قَبليةٍ تحكمها العادة والكلمة الأولى ،

مايسقط منها لا يصلحه ربيع،

 

لكن هل فعلاً ارتكبت خطيئةً ؟ وهل أنا أُعاقبُ عليها فعلاً ؟

 

إن الخطيئة يا أصدقائي هي إعتقادي بأنه كوني شجرةٌ مختلفة لا يمكن للخريف ممارسة طقوسه الطبيعية عليها،

 

نعم إنّ الخطيئة هي إعتقادنا بأننا استثناء،

 

فنحن في الحقيقة أضعف من أن نكون استثناء، حالنا كحال هذه الأشجار ،

ستتساقط كل أوراقنا أمام أعيننا وسنبتلع بكائنا بصمت لأنه وإن كان سقوطهم شاهداً على الخريف ..

فإننا نحن ك “جذع”  تلك الشجرة المتبقي سيأتي يوم نكون فيه شاهداً على الشتاء،

 

إن الخريفَ بكل ما يحملهُ من قسوة

ليس سوى ” بروفا” الوداع  .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!