أيتُها الحمامة/بقلم:صقر الهدياني( اليمن)

أيتُها الحمامة النائمة في ذاكرتي منذ الآف السنين..
أحبكِ ولم نتقابل حقيقة في الحياة..
لقد حملتكِ في قلبي عشرين عاماً..
كنتِ تتسربين من ذاكرتي فتقفين على كتفي، كحمامة ورقاء ..
تعزفين لي سيمفونيات العشق الأبدي..

وذات نهار شاء القدر ووقعت عيناي على طيفكِ الذي ما لبث إن صار حقيقة..
رأيتُكِ تتهادين كمهرة بيضاء ذات دلال وبهاء وكأنها شربت من ماء الجنَّة..
ولكِ عينان واسعتان تستبيحان دماء العاشقين بلا رحمة..
وحاجبان مزخرفان كهلالين على جبينك المصقول والذي يلمع كسبيكة الذهب..
كان شعرك القصير يلفُّ وجهكِ ،كالبدر تحيط به غيوم سوداء ..
لقد تسللتِ فجأة من ذاكرتي لتتحولي من طيفٍ إلى امرأة حقيقية منحوتة في قلبي..
امرأة سماوية استعار البدر وجهها ليلة اكتماله ..

كيف يجتمع كل هذا السحر في مخلوق واحد؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!