أين قناعي الوحشي؟ بقلم : بسام الحروري ( اليمن)

لصحيفة آفاق حرة:

__________

أين قناعي الوحشي؟
ولمن هذا اللون الصاخب ياأفريقيا؟

✍- بسام الحروري

ياشجرة أنساب الورد
أني اللائذ والنازف
والجرح يغني
أتمنطق بالبذلة تتنزه في جسدي
تلكزني من كتف صديق
والدبوس الذهبي الرابض في كومة قش
كالبيدر يلمع في صفحة ساقية خجلى
قال غريب حكمته ومضى
ومصادفة خشخش خلخال في ساق تمتهن الرقص وتفتتح المتوسط بالزبد الفاتر

في شجرة انساب الورد تطل العليقة من مقبرة سيجها الموتى الأغراب لا يعرفها الورد ولاالريحان
هل كانت تلك العليقة بنتا للمقبرة الأولى؟

ياشجرة أنساب الورد
أين قناعي الوحشي ؟
ولمن هذا اللون الصاخب
ياأفريقا
والطبل الأفريقي يناغي أثداء النشوة
ويراقص عطن الأرداف
وأنا الهندي الأحمر
أعبد صلصال الريش على رأسي
ومجوسي أنزف من وقدة هذي النار

هل نامت أمي أم أن الشاهدة على قبري ساهدة تحرس وجع الخط المنقوش عليها :

( بسم الله ..
من عصر منسي
يرقد هذا الدرويش
بحضن الربوة
من اخمصه حتى علاته

رحم الله …)

وفي البدء كان الحقل
يصقل ماس الشمس
على شجر النار كما الزيتون وكالكبريت
وعلى ضجر النار
عقل الناقة
علق انواط اللغة

والجدات الخائفات يقطفن الأطفال
ويلذن بالإجمات
يطمرن جرار خطاياهن
بطمي النهر الآسن

في كازابلانكا
وعلى كتف الصخرة
يرتاح اللاجىء من وعثاء الهجرة
فوق حطام سفائنة الملغومة بالانتربول وبالعسس الدولي

وبلاشمس تحرسه
وبلا خبز يسنده
نام صديقي المدني
واستيقظ في صخب التعويذات
المنداحة من صرة أيامه
في كازابلانكا يرتج الوحي الأندلسي هناك
فيضحك أحباب الله
من شرفات الغيم البيضاء
ومن خلد الأبواب الزرق

عيييب
عيب ياأهلي
عيب أن نغفل آلام الإنسان
ونذكر آلاء الله
عيييب أن نسرد تلك القصة
والغصة من دون كتاب
فاعتبروا ياأولي الألباب

ونحن على المفترق
رأينا الأفق يفتح أذرعته للغريب
وغريب أن غريب البلدة مقروء
من أول وهدة هذا الغيب إلى عسل مشيمته

قال غراب
حكمته ومضى
حرك الجو قليلا
ومال إلى زاوية في صدر العربة
فاهتزت ناصية كالصورة
تثقل كاهلها الجدران

سندير الجوقة ونغني
كي نحفل بالمقصلة الدرداء
ونهدىء من روع كثافتها ، من دمها الراعف في خشبات التل
فتباغتنا بأمومتها ،تتهتك رغبتها من شفة الموت المعتلة

نفتتح الآن جزائر هذا اليونان
فتطلق بيزنطة أسراب السمان
تمسك بتلابيب المعطف
ليلوذ البرد بنفسه عن نفسه
والسخرة قتلى والسخرة أحياء
والقبو نظيف إلا من بعض رطوبته
والسخرة مرتهنون لسوط الدولة
يطمرهم شبح المنجم
ويخافون على سوط الدولة
من غضب الله

وجرائرنا تغلق مصرعيها
فتنكسف الشمس
على سرة حبار بمحيط أيبس

ياشجرة أنساب الورد
لو أشعل عراب جذوته ومضى
لو قال غريب ومضته ومضى
لو قال غراب للغرباء كيف تباد الحرب على كثبان الورد
فلا قاموس للحرب على شجرة انساب الورد
ولا ورد للحرب على قاموس
من اوزار الذكرى
والحكمة فاضحة تاهت بالقافلة المأجورة بالقتلة

فلمن تلمع أقواس النصر
ولمن يتصاهل حناء العذراء
وخوذات الشهداء على أرفف هذا المتحف
والصبية يلهون بريح ناكص
وبعجلات الحنطور المهمل والسكة تجرحهم
قبل الدهر حبس الاحدب خمس ملائك بقباب كاتدرائيته يتزوجن صبايا السوسن
حمحمات الخيل تشق الشفق وتشتاق لصهد الأناضول

وأنا الغرباء

والغرباء أنا

وغراب يلعق ريش اللهفة بلسان مستعار
الغابة تبتعد كلما اقتربنا
والمنسيون نحن كقوم يتراكضون خلف الهضبات الهاربة

يقرأ الله الروح ويخط أجسادا خلف كمائنها
كما قال للنسمة العزلاء كوني غزالا فكانت.

صنعاء/اليمن

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!