أيُمْكِنُ أنْ نخْلع هذا الثّوْب الْمُضرّج بِالْحُزْنِ زمن الرِّيحٍ الْهفُوفِ ، لٍنُقبِّل الْفجْرَ، بِشِفاهِ سُطُورِ الْوجْدِ .أيُمِكنُ أنْ ننْثُر أرْواحنا بيْن الْقمرِ والْفلاةِ، لِتُورِّق دِفْء حنانٍ و فيْض أمانٍ. فهُنا لمْ يعُدْ يُغْوِينا النّوْمُ بيْن جُيُوبِ الْمسافاتِ الْمُشتّتةِ
زمن مسْرحِ الرّسائِلِ الْخفِيّةِ الطُّودٍ..
أمْ جرى الْعُرْفُ السّاكِنُ بِالصّمْتِ الْجحُودِ ،منْ سيّج ناصِيتِي ودقّ، بِأوْتادِهِ الْمُتحجِّرةِ ناحِيتِي ،أن يسْتبْعِد رحِم الْياسمِينِ و يلْهث خلْف الْإِسْتِنْساخِ الْمقِيتِ، لِحِينِ السُّقُوط..ِ
هُنا، أنا الْمنْفِيُّ خلْف الشّظايا الزُّجاجِيّةِ ،تُهاجِمُنِي الْأصْواتُ الْمُبلّلةُ بِالْقِيحِ ، تدْفعُنِي صوْب زِحامِ الصُّورِ الْآثِماتِ ، وجع إِنْتِماءٍ.فأدْخُل خبايا وأخْرُج مِنْ أُخْرى،إِعْوِجاجًا يتأرْجحُ ما بيْن الصّدْرِ و السّدْرِ الٌمُحْترِقِ..
بيْنما،مُثِيرُ سيْلِ الْبِعادِ،مازال يتسرّبُ بيْن أضْلُعِي،كصرِيرِ حُمّةِ الْغِيابِ ، مازال يُمْسٍكُ بِزِمامِ الٌقصائِدِ الْماكِثةِ ،تُقِيمُ مناحة الْجُرْحِ الْعمِيقِ ،زمن الغباء،حتّى كاد يتكسّرُ فِيها بوْحُ أقْلامِ السّلامةِ..
هُنا،بِمِلْئِ جِبالِ الْمدى، وُِلدْتُ غُصْن زيْتُونٍ أخْضر ،على صفْحةِ الصّخْرِ والطِّينِ ،مُعْتكِفًا على جُثّةِ رسائلي وحِين دُنُوِ الْقِيامِ ، أزْحفُ لِنُقْطةِ الْلِّقاءِ، لِأجِدنِي بُوق نِداءٍ. أقْتفِي أثر هيْكلِ حُرُوفِي، منْ إِسْتحالتْ إِلى رُقْعةٍ خاوِيةِ الْوِفاضِ، إِلاّ مِنْ وتِينِ نبْضّ. هُو ذوبانُ شمْعدانٍ ،لمْ يعُدْ يكْفِي لِيشْفِى ذاكِرة أوْراقِي ،فاقِدةِ الْأمانةِ..
ذلِك ما يحْدُثُ حِين تُمْسِي النِّهايةُ مُتأخِّرةً، لا يكْفِيها التّيهانُ ولا النِّسْيانُ ،لِيمُوت لِقاحُ غرْسِ، دفن ضوْءهُ ليْلٌ جهُولٌ..غزاهُ الشّيْطانُ وتآمر عليْهِ بِإِسْمٍ أعْذارِ أُسْطُورةِ التّباعةِ..
هُنا، لا مفرّ لِي مِن السُّقوطٍ ،فسوْطُ الْإِدانةٍ على جسدِي وسوْطُ الْإِهانةِ على قلْبِي وأهازِيجُ الرّصِيفِ ترْكُلُنِي فِي جُبِّ مقْبُورّ ينْهشُنِي ،لمْ يُبْقِي لِي مِنْ حدِيثِ الْكرامةِ إِلاّ إِسْمُها…
عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِي