تعويذة المساء/بقلم:صقر الهدياني (اليمن)

المساء بارد يا قطعة ثلجٍ من شتاء عمري..
لا شيء الآن أحبُّ إليّ من كوب قهوة صنعته يداكِ يا سُكّرة المذاقات الحلوة..
أعلم أنّكِ وحيدة في شرفتكِ، أراكِ من على بُعد مائة كيلو حنين، أسمع شهقات شوقكِ بأذانِ قلبي..
حسناً، سأخبركِ ماذا ترتدين حتّى تصدقين أنّي أراكِ..
أخبريني لماذا تُمشطين ظفيرتكِ الناعمة؟
أخبريني لماذا تعقدين حاجبيكِ، وعينيكِ يلمع فيهما دمعٌ بريء؟؟
لماذا لوّنتِ أظافركِ بمسكرةٍ حمراء؟؟
سأخبركِ: ارتداءكِ للجاكتِ الأسود شيءٌ يجعلُ قلبي يرقص فرحاً، ألا تدركين أنّ اللون الأسود لا يُستخدم إلّا في العزاءات؟
الآن هل يجب أن أُعزّي قلبي على أنّهُ يحتاجكِ ولا يجدكِ!!؟

هل صدّقتِ الآن أنّي أراكِ يا ابنة قلبي أم يجب علي أن أشرح المزيد عن تفاصيلكِ المسائية؟
أتريدين أن أتمنى لو أنني مكان تلك القلادة المربوطة على عنقكِ الشفاف؟
ما بال ذلك السِوار المُستدير في معصمكِ الرشيق؟.
حدثيني عن أحمر الشفاة في شفتيكِ؟ أشعر بالغبطة حيال وجوده في ثغركِ الرطب..
وعن الحظ الجميل للجدران الصامتة التي تشم عطركِ الباهت ولا تثور مشاعرها الجمادية..
قولي أنَّ الخلاخل في ساقيكِ المصقولين مجرد عابرا سبيل وسيتركان المكان لقبضتيّ…
قولي أنّ الحزن الذي يزوركِ في عزلتكِ هو بسبب بُعدي عنكِ أيّتها الشقيّة..
تحدثي نيابة عن القلق الذي يُقضّم فؤادكِ الهائج..
لا تكبحي مشاعركِ المفضوحة التي تتعرى أبجديتها صباحاً في صرح الجامعة..
انفعلي عند اللقاء واشنقيني بمقصلةِ العناق، إياكِ أن ترحميني أيّتها العادلة، إنّ المجرمين أمثالي يستحقون ألف قُبلة شهية في الدقيقة الواحدة…
لا اعتقد أنّكِ سترحمين مجرمٌ مثلي زادت جريمته في سرقة أفكاركِ الشاردة!!
جهّزي لي مكاناً للتحليق فوق جناحيكِ أيّتها الفراشة..
خبّئي لي بعض السكاكر في محلِ صدركِ الكريم..
دبّري لي كُل الخوازيق أيّتها المجنونة، كُل الحلول المُمكنة لإنعاشي – افعليها ، لا تبخلي عليّ ولو بهمسٍ لطيف تلحّنيه في فتحةِ شرياني..
افعلي كُل أنواع العقوبات، إلّا النظر إلى عيني أرجوكِ لا تُطيلي كثيراً، أخافُ أن أذوب في تلك اللحظة الخالدة من الولهِ وأنتِ لا تشعرين بنار نظراتكِ الفتّانة يا جمرة الجمال، يا لهبة أضلعي، يا سعير الحُسن.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!