فَصَلَان/ سيد عباس (مصر)

أحمل لغةً تشبهني وقلمًا يُشبهني ووساوسًا وأفكارًا وملائكة وأبالسة ونزواتٍ تشبهني، ولكنِّي حين أكتب عنك، أكتب كلمات تشبهك.
فأشرق وجهها فرحًا، ودُمجت ملامحها في ملامح ليلى مراد، وصرتُ معها أنور وجدي ورقصنا على وقع موسيقى الفالس، وبدأت تشدو:
أنا قلبي دليلي قال لي هاتحبي
دايمًا يحكي لي وبصدق قلبي
أنا قلبي .. قلبي دليلي.
آهٍ يا ليلى إن هذا القوام الغض الذي أراقصه، والصوت العذب الذي يعزف على أوتار قلبي لحنًا سرمدي الخلود، وجموع العشاق تُرجِّع خلفنا نغمات هذا اللحن ترجيعًا ينتشي له الكون طربًا، يجعلني أود أن نذوب في رقصة حب أبدية ….، آهٍ لو..، ولكن ماذا حدث؟ّ!
حدث قطع مفاجئ، وتبدلت ملامح ليلى مراد، ووجدتني أمام فريد شوقي رافعًا حاجبه ناظرًا إلي شزرًا، وبدأت الاستجواب:
فين البضاعة …؟!، أقصد أين مصروف البيت، صرفت زيادة الراتب ولا لسه؟ دفعت مصاريف مدرسة الأولاد ولا لأ؟ إمتى هانروح نصيف؛ الجو جهنم حمرا؟ الأسعار بقت نار هاتزود لي المصروف إمتى….؟ رد عليا …هو أنا بكلم نفسي؟!

فلملمتُ أماني المبعثرة، وأطفأت التلفزيون، ثم دخلت لأنام.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!