حينما تتم مناقشة أفضل السبل لمكافحة الإرهاب، من المستحيل تغافل الجانب الأمني، لأنه خط الدفاع الأول على الصعيدين الوقائي كما تتبع الجناة حال وقوع ما لا نتمناه. فالأمن أولوية لمواجهة الإرهابيين لكنه لا يتصدى للإرهاب.
ما تشهده أوروبا اليوم من عودة للشباب المهاجر من الجنسين بعدما تقوض وهم الحلم بما يسمى الخلافة الإسلامية في سوريا والعراق، لابد وأن يعيدها لحصنها المنيع الذي يتجلى في قدرتها على تفعيل ثروتها الفكرية والثقافية لحماية مجتمعاتها.
فالمشكلة لا تكمن في الخشية من قيام بعض العائدين بعمليات دموية، لأسباب عديدة أهمها الإجراءات الأمنية التي تحاصرهم بمجرد وصولهم إلى البلاد. لكن الخطر الحقيقي هو في اندماج كل من عاد محملاً بأفكار وثقافة شديدة الانغلاق في المجتمع وداخل الأسر وبين رفاقهم.
من سيؤثر ويتأثر؟ هذا أحد التساؤلات الكبرى المطروحة الآن. ومن يمكن أن يحصن المراهقين وصغار الشباب من الأفكار الهدامة سوى وعي وثقافة حقيقية تمكن صاحبها من التفكير والتدقيق والفرز؟
لن ينقذ أوروبا من مصير ضبابي ينتظرها مع هذه العودة، سوى استنهاضها لجذور ثقافتها وفلسفتها على كافة الصعد.