العودة،
تشبه امرأة تغنى بخفوت داخل قطار ما
الغناء لطفل يريد رؤية ملاك يعبر الردهة
ويوزع اللعب على الأطفال قبل أن يذهبوا للحرب
الغناء لأن شجرةً فى قلبها،يئست من حراسة صحراء بعيدة..
لأن رئتها الوحيدة لا تتسع لكل أنفاس الغرقى
ولأنها ما زالت أما
تتمسك بفكرة الغناء
لتهتدى الجذور للعودة إلى رحِمِها.
الصفيرُ الدائرىُّ للقطار يمسح علامات المدن من الذاكرة،
ولكنها حين تصل؛
لا تصل!
بين مكانين لا يوجد شئ سوى الإنتظار
وحمل روح خفيفة كدمعة
ومراقبة عشبة تنمو ببطء على عظام الكتف
التى تعبت من جر سماء اتسعت زرقتها كجرح يوشك على الموت..
الطبيعة لم تعد ترانا بعينيها الخضراوين
الطبيعة حجرٌ قاسٍ
ولا شئ يفتت قلبه
سوى أن نهوى عليه بكل فرصنا الضائعة
ورؤية الوقت يذوى
كمصباح أعمى..
العودة؛
أن أدخل من عتبة البيت،
وأسكن داخل الأشياء مثل رائحة،
ستظل أثرا لى ،بعد أن تخمد عاصفة ،
غسلت كل الغبار
على وجه أرض يتيمة
مات كلُ أبنائها!