لمـــاذا
كلما صحوت باكراً
نظفت غرفتي و علقت على النافذة
لحافي و قميص نومي
و تركت للشمس حق أن تمارس أشعتها
فرك رائحتي العالقة فيهما .
لمـــاذا
كلما خرجت الشارع صباحاً
أتناول وجبة الإفطار على عجل
أشرب الشاي بكوب بلاستيكي وألتهم
قطعتي خبز يابسة تحتاج للكثير من البلل.
لمــــاذا
كلما رميت بقدميْ للشارع
أربط خيط حذائي دون تريث،
أترك ظلي يجاور هرولة خطواتي
وأتصدق للرصيف بفضلات فمي العالقة .
لمــــاذا
كلما أقبل المساء
لا أعود من نفس الشارع
أعود بيدين فارغتين
و قدمين مثقلتين تحملان جثتي
وبين أصابعي نكهة حبر تذود عني
إشتهاءات بطني لفاكهة الصيف الباردة.
لمــــاذا
كلما مررت أمام الخراب في هذه
المدينة تدافعتُ نحو ركام
بيت زرته يوم كان عامراً بأهله
قضووا وقت كانت أقدامهم
تهم بالفرار فوارتهم قذيفة
أتت عليهم وبيتهم.
لمــــاذا
كلما قلنا ” سننجو ”
داهم الموت فرداً منا كأن البلاد
ترد على قولنا :
” وحده الموت ينجيكم من هذا الخراب” .