الظِّلُّ والنّور / شعر: صالح أحمد (كناعنة)

صَبرًا فهذا الدُّجى في سِرِّهِ نورُ = سعيًا… فراعِ النهى والجَدِّ مَجبورُ

جفَّت حقولٌ وما جَفَّت روائحها = تذكو بروحٍ سَمَت والخيرُ مَذخورُ

كُفّوا التّشاؤُمَ يا قَومي فمافَتِئَت = أرضي وَلودٌ… فميسورٌ وَمَنظورُ

أصغوا لصَوتِ نِداها صارِخًا أمَلًا = للوَهمِ لا تَرضَخوا يا عِزَّتي ثوروا

عزُّ البلادِ إذا فيها زَنابِقُها = أولادُها، ولها أرواحُهُم سورُ

ذُلُّ البلادِ إذا باتت يسودُ بها = فكرٌ دخيلٌ، وقادَ الرّكبَ مأجورُ

وأصبَحَ الحاكِمُ الباغي بِها وَثَنًا = يطوفُ مِن حَولِهِ غرٌّ وَمَخمورُ

الكلُّ يَلهَثُ بحثًا عَن مَطامِعِهِ = يا دارُ ذا حالُنا طاغٍ ومغدورُ

خيراتُنا للسّدى تُهدى ويَسكُننا = شرٌّ يحيقُ بنا… والحقُّ مَهدورُ

كفى ضياعًا فإن الأرضَ يحكُمها = ظلمٌ إذا لم يَكُن من قَلبِها النورُ

فكلُّ ما يُضمِرُ الأغرابُ إن ظفروا = قهرٌ وَنهبٌ… وأما عَدلُهُم زورُ

هذي الحقيقَةُ يا قومي سنقرَؤُها = في حالِ جيلٍ تغرَّبَ فهوَ مأسورُ

أجيالُنا باتَتِ الأهواءُ تَحكُمُها = قد ضَيَّعَت نَورَها فامتَدَّ دَيجورُ

تدورُ تائِهةً في ظِلِّ مَن بَهروا = عيونَها بالسّدى… كم ضَلَّ مَبهورُ

أزروا بما وَرِثوا مِن مَجدِ أمَّتِهم = سادَ الهوانُ بهم والغيُّ موفورُ

كِبرٌ وتَفرِقَةٌ… عُنفٌ وَضَعضَعَةٌ = نَزفَ المَشاعِرِ باتَت تَحضُنُ الدّورُ

تلكَ الحقيقَةُ لو أبصَرتَ عارِيَةٌ = في حالِ جيلٍ تقَلَّبَ وهوَ مَغرورُ

قَد عَلَّمَتني صروفُ الدّهرِ مَوعِظَةً = مَن قَلَّدَ الغيرَ يشقى وَهوَ مَغمورُ

يا أخوةَ القدسِ بغداديويا شامي = يا مَشرِقًا صانَهُ الأحرارُ والحورُ

كبِّر وجَلجِل لنا مَجدٌ شمختُ بِهِ = روحي وفِكري لهُ سامٍ ومَعمورُ

قلبي بلادي وفكري شمسُ عِزَّتِها = جَدّي عُلاها وجدُّ الحُرِّ منصورُ

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!