موفق السلمي ( تعز)
لماذا لا تحتفل مدينة ” تعز” اليمنية بعيد ميلاد الحبيب “محمد” صلى الله عليه وسلم ؟ كما تحتفل خدير والحوبان وإب ، فوالله لو كان هذا الزمان زمان نبي – ولا نبي بعد محمد- ووُلد هناك حيث يحتفلون ، لهاجر إلى الحبيبة تعز .
ولو علم ذوو الأوجاع ببرد نسيمك وزكاء أهلك يا حبيبة لجاؤوك ركبانا وحبوا ، فيك يتنفس المكروب ، ويعلّ الصادي ، من دنف بحب غيرك خاب وخسر ، ومن تاجر بجراحك وأقتات من ألمك هلك وبار ، أنت الحبببة التي لا يمانع أولياؤك من محبتك ، وحتى إن صرت بعيدة المنال ، فنظرة إليك تذهب كل عناء!.
ما وطئت قدماي رحاب تعز إلا وقد سبقتها روحي إلى الشرفات والنوافذ ، وكلما انجذبت روحي إلى منزل أخالها بيت حمامة ، وأنادي : حمامة ، أنا هنا ، فأين أنت؟ دلفنا شارع جمال فدلفت الحياة في جسدي المثخن بجراحه ، يمر من جانبنا موكب عروس لا أعلم لمن يزف ، فأنصت وأبتهج وأرنو إلى تلك الصبيات التي تصدى وتمكو ، أتذكر غيرة حمامة فأعرض .
ثم رجوت سائق المركبة -التي أستقلها- أن يحث السير ويسارع الخطى ويسبق ذلك الموكب ، وصلت فندق رويال بلازا وهو غالبا ما أقيم فيه ، وقفت أمام بوابته أنتظر العروس ، توهمت أن أهلي أهل تعز قد علموا بقدومي فزفوا إليّ حمامتي التي تغنيت بعشقها زمنا ليس باليسير .
مر الموكب أمامي ولم يكلف أحدهم النظر إلى وجهي ، بل لم يشعر بي أحد ، حينها ، ولكي لا أبيت منكسر البال ، قررت ألا أبيت في الفندق ، اتصلت على ماجد الشميري ، وهو أزكى حبيب ، طلبت منه أن يسامرني في إحدى التلال المطلة على المدينة وهو ما كان.