ماذا أحدِّثُ عنكِ يا (صنعا)
يا أمنا المكلومةُ الروعى
يا من عشقتُكِ ملءَ أوردتي
لمَّا زرعتُكِ في الحشا زرعا
ورأيتُ أنكِ مثلُ عاشقةٍ
تمضي بثوبِ غرامها لوعى
الأصلَ كنتِ وقد غدوتِ كما
قالوا لكلِّ أصولِنا فرعا
حشدٌ من السفهاءِ كم طافوا
حولَ انشطارِكِ في الردى سبعا
ومضوا إلى مبغى حظائرهم
يسعون لكن دونما مسعى
فشوارعٌ في المشي حافيةٌ
ومنازلٌ من جرحِها وجعى
ومنابرٌ أمست بلا صوتٍ
والحرفُ يشكو الكبتَ والقمعا
وعلى رصيفِ القهرِ آلافٌ
يتسولونَ لأنهم جوعى
لا شيء يشبعُ جوعهم إلا
وهمُ الخيالِ بأنهم أدعى
ومقاتلون يقاتلون على
بعضِ الظنونِ بأنهم أوعى
وتقودهم بجهالةٍ حرَّى
أعقابهم فجميعهم صرعى
ومهاجرون يهاجرون إلى
أرضِ النزوح لينزلوا المرعى
تركوا منازلهم وقد ضاقت
بهمُ – بكلِّ قساوةٍ – ذرعا
أصبحتِ يا صنعاءُ مملكةً
للشرِّ يحكمُ شعبَكِ الأفعى
يأتي بأنواعِ السمومِ كما
ويطيلُ فيكِ اللدغَ واللسعا
والقهرُ أمسى فيه منهاجاً
والقتلُ أمسى عنده شرعا
هذي الحكايةُ كلُّها فإلى
أن نلتقيكِ فكلنا صرعى