وهيبة قوية

قصص عجيبة و نهايات غريبة قراءة في كتاب ( في مقهى عروس البحر ) للقاصة هناء حسن 

كان متوقعا أن تخرج القصة القصيرة من القالب الكلاسيكي. وهي كأيّ بناء فنّي تخضع في صيرورتها لقوانين التطور بحيث صارت لها خصوصيتها وهويّتها في كل بلد وهي بالتأكيد تعبر عن واقع كل مجتمع. حتى أننا صرنا نلاحظ فرقا كبيرا بين القصة القصيرة في تونس و مثيلاتها في بقية الدول . فالقصة القصيرة في تونس أصبحت قادرة على التعبير عن حياتنا …

أكمل القراءة »

من رواية: ” ليت شهدا…! “

لقد تعوّدت أن تُقابل كلّ تجاوزاته بالصّمت، حتّى يعود إلى رشده، فتغفر له زلّاته، ولا تكاد تستمرّ الحياة بينهما هادئة حتّى تتفرقع من جديد… أيقنت أنّ صمتها الّذي لا تتقن غيره، لم يكن الحلّ الملائم أبدا وما عاد يُجدي، فالفتق يزداد اتساعا مع كلّ خلاف وما أكثر ما اختلفا، حتّى كأنّهما ما اجتمعا إلّا ليختلفا! تنهّدت تنهيدة حرّى من أعماقها …

أكمل القراءة »

كَان يمْكن أنْ لا أَكون هنا يا أبي

يَا أبِي، لَمْ أكنْ جَاهِزًا للتَّوغُّلِ فِي مِحْنَتِي، والطَّريقُ تُسافِرُ بِي فِي الجَريمَةِ نَصًّا يُحَدِّقُ فِي اللَّيْلِ، أتْعَبَنِي مَنْطِقُ العَرَقِ الرَّطْبِ وَاللَّيْلُ يأخُذُ مِنِّي هُدوءَ الحُواةِ تَعِبْتُ منَ الرَّكْضِ فِي حَيْرَةِ الشُّعَراءِ وَلاَ بَابَ يُفْتَحُ للضَّالِعينِ بِتأوِيلِ هَذَا الصَّدَى كَانَ يُمْكِنُ أنْ لاَ أَكونَ هُنَا، يَا أبِي، شَاهِدًا أزَلِيًّا عَلَى نَمَشِ اللَّيْلِ فِي دَمِنَا، عَابِرًا فِي الفَراغِ الشَّقِيِّ بِنَا، سَاخِرًا …

أكمل القراءة »

كن شامخا

كن شامخا كن كالجبال كن حيث شئت وصوت معولك الخيال كن واقفا لا تنكسر للضعف يوما أو تساق إلى متاهات الوصال أو وشوشات الضيم حين تجرّ شالك للقتال وتروح تحلم بالمنى وتظلّ تبني في الرمال ها أنت منكسر حزين تحمل الضيم بكفّ خانع وتمدّ في الأخرى نصال وتروح تستجدي السؤال اجعل طموحك فوق كفّك فوق ظهرك بين قلبك نسمة وانسجه …

أكمل القراءة »

روح بلا جسد

رفعت رأسها المثقّل بالآلام قليلا وقد نبّهها ضجيج الطّلاب المتدافعين مثل كلّ صباح إلى المدرّجِ. ومثل كلّ صباحاتها الرّوتينيّة، تجلس وحيدةً في آخر المدرّج تترشّف قهوتها وتُوقظ ذاكرتها ببعض الوريقات البيضاء الـمُشوّهة بحروف عوجاء تدّعي أنّها خلاصة ما يُقدّم خلال المحاضرات اليوميّة. ومثل كلّ الصّباحات، تُـهيّئ حواسّها لالتقاط الأخبار الجديدة من أفواه المثرثرين ممّن يدرسون معها. هي لا تدري كيف …

أكمل القراءة »

وَجْهُ قاتل

لمْ أكن قاتِلا… كنتُ أتسلّى، وأنا أنتقي في الحشود الغفيرَه رأسَ ضحيّتيَ القادمـه كنتُ أزهو بَعرْش الإله الّذي كُنتُه وقْتَها وأسخر من زحمة الشّارع الحالمه كنت أضحك من عبث المفردات تُغنّي إرادتها للحياةِ فتأخذها الطّلقةُ الصّاعقه لمْ أكن قاتلا… كنتُ أحاورُهم في ظلالي: منهمْ هُبوبُ الكلام ومنّي حريق الرّصاصْ لم أكن قاتلا… كنتُ أقفُو مسار الرّصاص إلى فجرهم وأحدو إليه …

أكمل القراءة »

لنفرض..

لنفرض.. أنّنا جسر ممدود على الفراغ صوب مدن مغلقة فينا… نمشي سكارى وصحوة الفجر تنبلج من مدام الوقت المركز.. لا ندري بعد أيان/ متى متنا تدحرجنا من فراغ لامتلاء والعكس كطاحونة جدّتي نصمت بين حكاية ومغزى لنغزل الحلم بعهن يعشق السفر… بين الأنامل الساجدة لسكرة القصيد حين يحترق ننتشي/ نمتثل لعري القلب على شرفات الاعتراف… عند أوّل السطر … نريق …

أكمل القراءة »

استــراحة نيوتن

برأس مكتظة، قدم نـيـوتن إلى حقـل أشجار غلال.استلــقى ليستريح. التفاحة الأولى:  أو يكــون هذا هو آدم الغارق في إثمه ، أتى ليرتــكب حماقة من حماقاته؟ دعت أن تكون من نصيب طفل يتيم جائع؛ وانكمشت خجلا من خالقها حتى. جف ماؤها في لحظة. التفاحة الثانية: قد يكون هذا المخلوق هو الشيطان المارد، استلقى هنا بعد أن أثار فـتـنا وأشعـــل فتيل حروب …

أكمل القراءة »

هذا أنا

أحبّ نفسي؛ أكثر من أيّ نفس أخرى؛ ولست أنانيا؛ ولا نرجسيا. أريدني صديقا مع ذاتي؛ ذاتي أحقّ بصحبتي؛ وأحقّ بفرادتي. أفتح لذاتي ذاتي؛ أكلمها بي؛ وأحدثها بي وعني؛ وأترك لها حرية الإصغاء. حين أكتب أكتب لذاتي أولا؛ وأخيرا؛ وأقدم وليمتي لنفسي؛ أكون قد هيأتها على نار هادئة؛ أو جاءت سريعة؛ كحساء صحراوي؛ لا يعرفه إلا من عاشر البدو؛ وتعلم منهم …

أكمل القراءة »

إلى روحــــها -أو حنان-

ماتت حــنان فــــما لقــــــلبك يخفقُ***مــــات الشـّــــذى بأنـاملٍ تتـعبّقُ يا صـاحِ قل لي هــــــل تُـراكَ مـتيّما***أم قلــــبك المهــمومُ نبــضًا يرزق فرأيت عـــــينا قد تســـاقط دمـعُها***مــن فيـــهِهِ المكـبوتِ حزنًا تنطقُ وتساءلتْ عيــــــناه كيـف تهـــزّني***ذكـرَى وقلــــبي بالحبــــيبةِ مورقُ يا صاحبي هذي القصيــدة فاستمع***عـهـدي إلـيـك في الهـوى لموثق “أحبَـــــــبْتُها فتمَّــــنعت وتوجَّست***والصخــُر يَنـــــطقُ مالـها لا تنطـق صبري يُفـــتّقُ أضــلعي وسكوتــها***كالنـــار زادتْ في الفـــــــؤادِ تؤرق والشـــوقُ …

أكمل القراءة »

موسيقى الرَّمْل

رِمَالٌ تُسَافِرُ مِلْءَ خُرَافَتِهَا لَا اتِّجَاهَ لَهَا لَا أَوَانَ لِأَوْبَتِهَا تَتَجَدَّدُ كَالحُلْمِ تَنْسَلُّ مِنْ كَفِّ قَارِئِهَا لَا دَلِيلَ يَفُكُّ مَغَالِقَهَا إِنَّهُ اللَّيْلُ.. الرَّمْلُ يَحْرُسُ عُشْبَةَ حِكْمَتِهِ وَ يُقَاوِمُ الرَّمْلُ حِينَ تُعَانِقُهُ الشَّمْسُ يَأْخُذُ شَكْلَ الكَمَنْجَةِ تَعْزِفُهَا الرِّيحُ وَالرِّيحُ كَانَتْ تُقَاوِمُ وَالأُغْنِيَاتُ الخَفِيتَةُ فِي شَفَةِ الرِّيحِ أَيْضًا تُقَاوِمُ كَوْنٌ تَوَسَّطَهُ النَّخْلُ، كَعْبَةُ هَذِي المَشَارِفِ يَمْتَدُّ مِنْ خَفْقَةٍ فِي القُلُوبِ إِلَى سِدْرَةِ …

أكمل القراءة »

قراءة في مجموع طفل المائدتين للهكواتي ( سالم اللّبان ) طفولة الشّاعر/ حكمة الشّعر الباقية

  عندما نكون في حضرة الشّعر، يبطُل كلّ حديث عن المفاهيم وعن الاتّجاهات والمدارس والتّجاريب وطرائق توليد الصّور الشّعريّة المثيرة للدّهشة والانزياحات والإيديولوجيّات وشاعر كبير وآخر صغير وآخر بين بين وشاعر بلاط وشاعر رصيف وشاعر شغب وشاعر المرأة وشاعر القضيّة وأمير الشّعراء وشاعر الأمراء  وشاعر الحانات وشاعر الصّالونات وشاعر المذهب والطّريقة والعقيدة وشاعر أمسيات شعريّة وأصبوحات أيضا ومن نسل هذا …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!