يمسك بمقود سيارته التكسي، بكلتا يديه، حتى يلامس مرفقيه تلك الدائرة الملفوفة بلاصق مهترء، الحاج أيمن من مواليد (1928)م، لم يترك الزمان في رأسه شعرة واحدة، يداه ترتجفان كلما رفعهما عن المقود، وهو بالكاد يرفع إحداهما ليمسك بناقل الحركة، وكأنه تفلت من جرف، وأمسك بغصن ناتئ منه، ينحني للأمام ملتمساً مزيداً من وضوح الرؤيا تحت حبال المطر، لم تخفي أكمام …
أكمل القراءة »رواق القصة القصيرة
سقوط الهالة /بقلم: د ميسون حنا
فتح عينيه، هو في الحقيقة لم يكن نائما، بل هو لم يستطع النوم إطلاقا ليلة أمس، لم يكن أرقه بسبب مشكلة صادفته، أو حدث أليم ألم به، أو حتى انزعاج عكر صفوه، كان متوترا ذلك التوتر اللذيذ الذي يسري في جسده ووجدانه مُحدثا خدرا يدغدغ أحاسيسه، ويفتح مغاليق قلبه على عالم جديد. أمس استلم شهادته، واليوم عليه أن يتوجه إلى …
أكمل القراءة »تحت ظل المطر/بقلم: أحمد علي بادي (اليمن)
كان قد أُسدل على وجه الشمس غطاء سميك من الغيوم التي راحت تتصبب مطراً.. – هل ترى معي؟ هناك كتلة بنية تتحرك على الأرض؟ – نعم أراها، ترى ماذا تكون؟ – أيمكن أن تكون حيواناً ما يمارس التمويه؟ – تعتقد أنه حيوان غير مألوف لم نشاهده من قبل؟ – ربما، أو قد يكون مألوفاً، لكن كما ترى هذا المطر الغزير …
أكمل القراءة »إنّ بعض الضمِّ إثم /بقلم: طارق قديس
وقف إلى جانب الشاحنة. تفحص صناديق المؤن التي تمّ رصُّها في مؤخرتها. تأكد أنّ فصَّالات الباب الخلفي مغلقة بإحكام، ثم اتجه إلى المقدمة، وأمسك بمقبض الباب ليهم بالركوب. استوقفه صوت صديقه “المحمودي” من بعيد مهرولاً نحوه والكمامة السوداء تحجب أنفه وفمه وهو ينادي: “مخالطي .. مخالطي”. تراجع خطوة للخلف وانتظره حتى أتى. دعاه صديقه للمبيت يوماً آخر. ألحّ عليه، لكنه …
أكمل القراءة »قاتل(ة) الرجال/ بقلم : نور الدين بنبلا
امتلأت فضاءات المدينة بأنغام سيارات الإسعاف، وباتت ذبذباتها مألوفة، تحس بها القلوب الرهيفة، وترتعش لها الأكباد الحنونة، إذا توالت شكلت معزوفة سمفونية جنائزية حزينة، تستدعي بالقوة”حفل مقنع” للأرواح الشريرة والأجساد المنبوذة لترقص رقصة الموت المجاني، وتحسب خطوات العشق الرمادي، وتهمس في الآذان فحيح الثعابين، و تنبئ بقدوم الأرماڭيدون… فلا ترتعد أيها القارئ الكريم، تفاءل وتصالح مع الحياة، كذلك، في بكور …
أكمل القراءة »انتقال/ بقلم : نزار الحاج علي
العالم الضخم الذي امتلكه في البداية، بدأت مسافاته تضيق شيئاً فشيئاً. الراحة التي كان يشعر بها، تحوّلت إلى فوضى وعنف لأقصى الحدود. عندما انقلب كل شيء رأساً على عقب، أدرك أنه يتوجب عليه…أن يولد. نزار الحاج علي
أكمل القراءة »طيف/ بقلم:نزار الحاج علي
عند زيارتكِ له هذه الليلة، أطلتِ السكوتْ، ثمّ قررتِ إخباره بكلّ ما لم تتمكنين من قوله خلال النهار. لكنّه عندما استيقظ افتقدكِ؛ فصرخ حتى أيقظَ العالم. أخبرهم: أن حضورك النقيٌّ هو ما يخفيك عن العيون؛ نظروا إليه بارتباك. يبدو أنهم لم ينتبهوا لذلك الأثر على عنقه…وقد نجا من الحلم.
أكمل القراءة »حيوات / بقلم :بسَّام الحروري ( اليمن )
رفرف سرب الحمام محلقا في الفضاء البعيد منفذا استدارة استعراضية فوق برج الكنيسة على وقع ضربات الجرس حين تناهت إلينا من الجوار ، معلنة عن بدء طقوس قداس الأحد وبلا رأس، تنسم جسدي من شرفة القصر نسيمات عليلة هبت من ناحية النهر الكبير ، رسمت ثالوثا على جسدي وحمدت الرب في سري فيما ربتت ميليسيا بكفها الغض على كتفي، بحنو …
أكمل القراءة »الــــــرّحى/ بقلم : شوقي دوشن
بُسيمَة هو الإسم الذي أطلقته أختي الصغرى على قطة حلت ضيفة في حوش منزلنا ذات يوم. في البداية لم يتم تقبل وجودها وقد حاولنا ابعادها عن المنزل ولكنها كانت تعود في كل مرة. كانت قطة شابة يغطي جسمها شعر كحلي بخطوط سوداء مقوسة على ظهرها وعينين خضراوين. كانت عنيدة جدا ، لكننا بدأنا نعتاد على ذلك وبدأ نوع من …
أكمل القراءة »نذر / بقلم : صوفيا الهدار ( اليمن)
حملت كل أوراقي، وأحلامي، حثثت الخطى، بدا لي الطريق طويلا، وسعادتي بعيدة، وفي رواق طويل وقفت انتظر دوري، أرهقتني الإجراءات، تحملت الكثير من السخرية، جهزت الكثير من الوثائق والتوقيعات، ودفعت الكثير من المال. لم يتبقَ أمامي إلا الخطوة الأخيرة لأولد من جديد، باسم آخر. حملت اسما لا أحبه لسنوات، احتملت وخزه على صدري ست وعشرين سنة ، وعندما توسع …
أكمل القراءة »الفقيد/بقلم :د ميسون حنا
للفقيد الرحمة، تبودلت العبارات التي تشيد بخصال الراحل، قال أحدهم أنه طيب القلب، نقي كالثلج، وآخر نعته بالكرم والسخاء، وآخر بالتسامح والصفح عن زلات الآخرين، نعتوه بطيب المعشر، واللطف، ودماثة الخلق، وقالوا كان متميزا ومتفوقا في مهنته مما جعله من الناجحين، وكان لا يسد بابه أمام طالب حاجة سواء كانت معنوية أو مادية، حتى أن أحدهم ادعى أنه كان يراه …
أكمل القراءة »الأحمق الجميل/ قصة قصيرة/ بقلم – نجيب كيَّالي
آفاق حرة: الأحمق الجميل قصة قصيرة بقلم – نجيب كيَّالي صاحبي عروة لديه أفكار غريبة، وربما رعناء، لكنني معجبٌ به وبأفكاره. يقف عروة أمامَ المطر الهاطل، يقول: أنا مجنونٌ بحب الحياة. خيوط المطر هذه تهطل في قلبي، فكلَّ يوم عندي ربيع جديد. يتنهد، ويضيف: أودُّ لو أنفي الموتَ من هذا العالم. لا أكتفي بمجرد إبعاده، بل لا بدَّ أن أمسكه …
أكمل القراءة »