رواق القصة القصيرة

معًا في هذا الطريق الطويل / بقلم :فراس حج محمد/ فلسطين

آفاق  حرة امرأة أعرفها مسبقا، لم نكن أصدقاء، كانت بيننا مشاحنات طفيفة، لسوء فهم، كنت قد ناقشتها بذلك الخلاف، تراضينا، وأصبحت علاقتنا عادية. انقطعتُ عن محادثتها سنتين وربّما أكثر، عدتُ إلى الفيسبوك بشخصيةٍ متنكرا تحت اسم مستعار، تبادلنا الأفكار والأشعار والكتابات، وحدثتني عن مغامراتها مع أصدقائها، واستفاضت في الحديث عن صديق لها كان يخاف من الجنس، كان يسرد لها الحكايات …

أكمل القراءة »

عُودٌ.. وشُرفة / بقلم :إياس الخطيب

وضعَ المفتاحَ في يدي قائلاً: لا أريدُكَ أن تتأخر عليَّ في دفعِ الأجرة, في بدايةِ كُلِّ شهر تضعُ النُّقودَ في يدي, وأنا أكونُ مُمتنَّاً لك, وإيَّاكَ أن تفتعلَ المشاكل معَ الجيران, فالجميعُ يعلمُ أنِّي لا أؤجّرُ سوى (الأوادم), وإيَّاكَ إهدارَ الماء, ولا تترك الأضواءَ مضيئةً في النَّهار ولا بعدَ أن تنام, و.. كُنْتُ أهزُّ رأسي مُعبِّراً عن موافقتي لكُلِّ كلمَةٍ …

أكمل القراءة »

حبل الحكايات. القاص برهان المفتي/العراق

خاص لصحيفة آفاق حرة في المساء، يمدّ يده في حنجرته فيسحب حبلاً من حباله الصوتية وينشر عليه غسيله وسط غرفته، حكاياتٍ ملونةً تضيء ليله اللاصوت فيه، فيسترخي في صمتٍ حتى إنتهاء ظلمة الليل. حينذاك، يسرعُ إلى فكّ حبل الغسيل ويعيده إلى حنجرته، ويلملمُ حكاياتِه الملونة في صندوق الحكايات، ثم يلبسُ ذلك الغسيل ويخرج لإلتقاط حكاياتٍ أخرى. هكذا كان نهارُه وليلُه، …

أكمل القراءة »

دوائر / بقلم : سامي المسلماني

بعد قليل،يطلّ فجر خجول.لم انم بعد.كنت خائفا ان يخلف الليل وعده فيقطف مزيدا من الاعناق ويغرق مزيدا من الاضواء في بركته المسحورة….يرافقني  الخوف منذ لحظات الغروب الاولى،يجلس معي على مائدة الطعام وقد يبتلع كل المطبخ دفعة واحدة قبل ان ارفع قطعة خبز شبه مغموسة في مرق بارد الى فمي،ينظر معي عبر بلّور نافذة الى طريق لا تكفّ عن التمطّط كأفعى …

أكمل القراءة »

الإعدام.. (بقلم /زكريا تامر)

يتدلى عمر المختار من أعواد المشنقة، منكس الرأس، مغمض العينين، مطمئناً، صامتاً وقوراً، غير آبهٍ للحارس المكلف بمراقبته والمسلح ببندقية. وكانت الشمس المشرقة آنذاك ثلجاً أصفر، فحاول عمر المختار البحث عن شمسٍ أخرى تمنح الدفء لدمائه الباردة، فتخيل عصفوراً صغيراً جائعاً يرفض الذهاب صباحاً إلى مدرسته مترقباً تهطال الأمطار كي تبلل رغيفه اليابس، وتخيل وردةً بيضاء غافيةً على سريرٍ حديدي …

أكمل القراءة »

شارع العرب

تقليدا لما يفعله الناس في أوروبا، بإقامة الحفلات الموسيقية والغناء الجماعي من على شرفات منازلهم على امتداد الشارع، للتسلية في زمن الحجر المنزلي بسبب الكورونا، انتابني الحماس لأفعل ذلك. ولما لم يكن لدينا نحن العرب موسيقيين مثل بيتهوفن وموتسارت ومدري مين ومدري شو، فقد وضعت في آلة التسجيل على شرفة منزلي أغنية موفق بهجت: يا صبحا هاتي الصينية صبي الشاي …

أكمل القراءة »

فأر..

سأكونُ من ضمن فئران التجارب التي تجري عليها (حكومة تكامل)، التجارب المتعددة والمتلاحقة، لاختراع طريقة لبيع الخبز… عندما وصلت إلى مكان التجارب للحصول على ربطة من الخبز، هالني هذا الحشدُ الكبير من الناس، الذي لم أكنْ أراه إلا في أمسيات محمود درويش، ومحاضرات الطيب تيزيني. إنها فرصتي الآن سأغتنمها وألقي عليهم قصصي وقصائدي، أنا الذي لا يحضر أمسياتي الأدبية سوى …

أكمل القراءة »

الأمل المكسور

من وجع القلب تطلع الذكريات ومن صدأ الأيام تتلبد الغيوم والملمات ومن هيام الروح والسريرة تتدفق الأحاسيس والأمنيات # لا يدري أين ألقى القلم بعد أن أتم مقطوعته الشعرية , شعر بحاجة ملحّة للسهر والمنادمة , ,ولأن الساعة تجاوزت الثانية صباحاً, الجميع يغطّون في نوم عميق. إذاً لا بد من مجاذبة هذا الليل أطراف الهموم والأحلام. لملم أوراقه المبعثرة سريعاً …

أكمل القراءة »

شوباش / بقلم : محمد أحمد عزالدين – سوريا

وقف أمام باب الرئاسة، والذي بدا بدوره شاهقا، عريض المنكبين، مفتول العضلات، براقا أكثر من شعارات أبي الحسن أحد أعضاء ربطة البصل على رفوف إحدى محلات بائعي الحشائش في سوق الحمير المقابل لمقر اجتماعات إحدى الهيئات الموقرة في زمن الثرثرة والعنترة، كانت عليه بعض الرسومات النحاسية النافرة والتي تمظهر أكثرها بشكل الرمح والسيف في معركة يقال أنها مستوحاة من معركة …

أكمل القراءة »

حبالٌ ملوّنة بحزن/ بقلم الأديبة السورية نهى حسين

تمرّ البلاد باختناق اقتصاديّ؛ لعلّه المسوغ الذي يُهوّن قضاء النّهار كلّه في صناعة حبل مشنقة متين، يصلح لمرّات عدّة. ذاكرتي أخشن من يديّ التي تتعاقب على هذا الانشغال؛ لذا لا أذكر لأيّ احتفال أُعِدُّ هذا الحبل. ليس مهمّاً لكنّي سعيدة بفعل هذا رغم كثرة البكاء في المراحل كلّها. يا إلهي! أتفوه بهذه الكلمة المسيئة مجدداً؛ احتفال! تبدو بغيضة مقابل الرّؤوس …

أكمل القراءة »

تحت صدفة كتيمة / الأديبة السورية المبدعة روعة سنبل

تحت صدفة كتيمة قصة قصيرة ” كل السلاحف إناث ” قالت طفلتي الصّغرى ذات السّنوات السّبع هذا بيقين، وعندما سألتها عن السّبب، أجابت وهي ترفع حاجبيها مندهشةً من سذاجتي: ” اسمها سلحفاة، فهل من المعقول أن تكون صبيّاً!”، أخبرتُها عن وجود كلمة “سلحُف”، ذكَر السّلحفاة، فأدارت ظهرها وانصرفت، بعد قليل سمعتها تحدّث نفسها بسخرية وهي تحمّم السلحفاة: “سلحف! ما هذه …

أكمل القراءة »

دون كيشوت / بقلم الروائي – محمد فتحي المقداد

(أدب العزلة في زمن الكورونا) *خاص بصحيفة آفاق حرة لا أرى تشبيهًا أليَقُ بصديق لا مُبالٍ أبدًا بأخبار الكورونا إلّا بـ(دون كيشوت)، ويعتبر ذلك من الكذب الذي تريد وكالات الأنباء، متآمرة مع القنوات الفضائيّات لتسويقه، وبثّ الرّعب في نفوسنا. لا ألومه أبدًا فيما ذهب إليه؛ فيما بعد ذلك أصبح الأمر أخطر ممّا يفوق التصّور، وانتقل الموضوع من مجرّد فيروس ضرب …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!