رواق القصة القصيرة

ضباب

  عندما أطلق طلقة من بندقيته القديمة نحو سرب الحمام العابر لسماء المدينة، جزم أنه أفلح في إصابة إحداها وما صراخ ولده الصغير القادم من حقول القمح إلا دليلا قاطعا : – أصبتها يا أبي. كان في صوت ولده الصغير نبرة فرح عارمة مما جعل جسمه يقشعر وينتفض زهوا : – ما زال فيّ ما يفرح ..ما زلت قائما ثم …

أكمل القراءة »

النجاة

حدثته مطولا وهي لا تدري إن كان ينصت…أو إن كان سيدرك ما تقوله له كانت تمرر أناملها على بطنها المنتفخ كأنها تمررها خلال شعره الناعم… صحيح؛ لابد وأن يكون شعره ناعم جدا…متهدل على كتفيه و يغطي جبينه….تماما كهي..! كانت لا تسرد له أحداثا، بقدر ما كانت تخبره بحقائق فمثلا….قالت له أنت في العالم الواسع ويوم تحضر ستكون داخل عالمنا الضيق….إنه …

أكمل القراءة »

رفيــــــــــف

  ليلة حالكة عاصفة.. شديدة البرودة.. غزيرة المطر.. تهبّ الريح بقوة وكأنها تريد اقتلاع كل ما تجده بطريقها.. ثم تهدأ قليلا وكأنّها تستعد لجولة أخرى.. تمارس الكرّ والفرّ، بعد أن أعلنت حربها على هذه البلدة الوادِعة. برق يستكشف أسرار أسوار الحجارة الممتدّة والمنخفضة.. ورعد يدكّها بلا رفقٍ ولا رحمة، غير مكترثٍ بوداعتها وطيب أهلها. أوشك الحفل على الإنتهاء.. وعين رفيف …

أكمل القراءة »

عمان

تِلْكَ الْبَهِيّةُ فِيْ حَصْبَائِها عَبَقٌ                           غَطّى الْبَرِيّةَ عِطْرًا سَامِيَ الّنسَمِ تَمْضِيْ بِسَاكِنِها للْمَجْدِ تِحْمِلُهُ                           تَحْكِيْ لَهُ عَجَبًا مَا قِصّةُ الشّـــمَمِ تَحْكِيْ لَهُ وَطَنًا عمّانُ تصنعُهُ                          تَمْضِي بِهِ فَلَكًـا فِيْ غَيْهَـبِ الظُّلَمِ مِنْ فَجْرِها سَطَعَتْ أنْوَارُ عِزّتِنا                        مِنْ سَــيْفِها انْبَثَقَتْ أفْرَاحُ ذا الْحُلُــمِ يَا شمس يَعْرُبَ  يا فجرا  لِنْهضَتِنَا                        يا دَمْعَ لَيْـلَى عَلَىْ كَـفٍّ لِمُعْتَصِــــمِ تِلْكَ …

أكمل القراءة »

من رواية: ” ليت شهدا…! “

لقد تعوّدت أن تُقابل كلّ تجاوزاته بالصّمت، حتّى يعود إلى رشده، فتغفر له زلّاته، ولا تكاد تستمرّ الحياة بينهما هادئة حتّى تتفرقع من جديد… أيقنت أنّ صمتها الّذي لا تتقن غيره، لم يكن الحلّ الملائم أبدا وما عاد يُجدي، فالفتق يزداد اتساعا مع كلّ خلاف وما أكثر ما اختلفا، حتّى كأنّهما ما اجتمعا إلّا ليختلفا! تنهّدت تنهيدة حرّى من أعماقها …

أكمل القراءة »

الزائر الأبيض

((الزائرُ الأبيض ))   في الأيام الأخيرة من الموسم الجامعي الأول , حين كنت أودّ الذهاب للكلية لمعرفة جدول الامتحانات ومقابلة بعض الأصدقاء . في قسم اللغات وعلى باب الكلّية وأنا احمل كوب القهوة التي ترافقني في بداية كلّ صباح,  أقف للسلام على بعض الأصدقاء تأخذنا الابتسامات وتجوب أسرار الشباب بالبوح والتلميح حول دنيانا الجميلة في كل تفاصيلها البريئة . …

أكمل القراءة »

روح بلا جسد

رفعت رأسها المثقّل بالآلام قليلا وقد نبّهها ضجيج الطّلاب المتدافعين مثل كلّ صباح إلى المدرّجِ. ومثل كلّ صباحاتها الرّوتينيّة، تجلس وحيدةً في آخر المدرّج تترشّف قهوتها وتُوقظ ذاكرتها ببعض الوريقات البيضاء الـمُشوّهة بحروف عوجاء تدّعي أنّها خلاصة ما يُقدّم خلال المحاضرات اليوميّة. ومثل كلّ الصّباحات، تُـهيّئ حواسّها لالتقاط الأخبار الجديدة من أفواه المثرثرين ممّن يدرسون معها. هي لا تدري كيف …

أكمل القراءة »

الحب واللب

على وَقعِ أول الأَشعَّة الذهبية المُتسللة من ثُلمةٍ صغيرة في حائِطِ حُجرتِهِ،ٱستيقظَ الشابُ العشرينيُّ (أمجد) ، حاولَ أن ينهضَ من سَريرهِ الحديدي الخَشن لكنه لَمْ يقْوَ على ذلك فقد كانت أطيافُ الوسنِ لا زالتْ تَخِيطُ جُفونهُ وتُثقلُ عضلاتهِ من فرطِ سهدهِ الليلة الماضِيةَ. ومَا إِن تذكَّرَ أنه على موعد غراميٍّ على الساعة العاشرة صَباحا حتى ٱنتفض ٱنتفاضة الأَرْقَطِ في وِجارِهِ، …

أكمل القراءة »

ثأر وإياب

إلى روح الشهيد عمر النايف المغدور الذي ماتْ عاد إلى الحياة، أقسم الذين يسكنون بالقربِ من المقبرة بأن القبر قد تَصَدَّع أثناء الليل وخرج منه وقد امتلأ المكان برائحة العطِر والبخور، وقال الذين كان يسكُن معهم بالحي بأنهم شاهدوه يدق الباب على أمّه وعندما رأته أغمي عليها، في حين أن أخته قد احتضنته وصرخت تقول: أبي.. أبي.. لقد عاد إلينا …

أكمل القراءة »

استــراحة نيوتن

برأس مكتظة، قدم نـيـوتن إلى حقـل أشجار غلال.استلــقى ليستريح. التفاحة الأولى:  أو يكــون هذا هو آدم الغارق في إثمه ، أتى ليرتــكب حماقة من حماقاته؟ دعت أن تكون من نصيب طفل يتيم جائع؛ وانكمشت خجلا من خالقها حتى. جف ماؤها في لحظة. التفاحة الثانية: قد يكون هذا المخلوق هو الشيطان المارد، استلقى هنا بعد أن أثار فـتـنا وأشعـــل فتيل حروب …

أكمل القراءة »

الغابة

 من  فوق  بقعة الدم الدم الممتدة راح نبات  يطل  برأسه ….  سنوات كثيرة  وثقيلة  تساقطت  فتحول  المكان  إلى غابة  كبيرة  ومرتعا  للصيادين  والحطابين .. –  بمزيد  من قطع الحطب  يلقم الثري  مدفأة الرخام .. – لهذا الحطب  رائحة   كريهة  وغريبة ، شيئا ما ،  ولكنه  في النهاية  حطب  جيد ،  قال لنفسه  قبل  أن يعود  للاسترخاء في مقعده  وتناول …

أكمل القراءة »

حكايات

دق جرس الباب…نظرت إلى الطارق …كانت امرأة في أواخر الأربعينات …ذات جمال واضح …كان الألم مرسوما على تضاريس وجهها….قلت نعم …قالت انا زوجة فلان انت لا تعرفينني وانا اعرفك جيدا مع انك كبرت لكن ملامح مازالت كما هي …تفضلي …دخلت وانا مستغربة أشد الاستغراب من هو فلان ….قالت اكيد انت مستغربة انا زوجة فلان الذي كان جارك في حي الأرمن …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!