إن ناديت عيون الشلال في كل الأسماء ؛ أسرى في صباحاتي عبق الذكرى
وأنت باب العيون وإن تشاجر الماء في سواقينا . لا أدري متى أدخل عطر
النشيد . هنا قمر المعنى يغزله (درويش ) لنرجس أندلسي ؛ وأرى عمرا من
الصبوات يمشي بيننا في كبرياء .
تسألني شهوة الشوق : متى تقبض على رمش الماء في تاريخ الجمر ..؟
وألقي على جرح الصباح داء الحنين ؛ ويعلو في قامات النخيل قنديل الوجع .
يا سيدة الاشتعال ؛
سهاد المسافات يفتك بالنجوى ؛ ويسيح في أطايب الروح يلهو بين الحلم
واليقين . كم أدرك أن السفر أكابده في ضحكات القمر . لا تنتهي شهقات
الطريق مرشوشة بفضة حافية المواجيد.
في فرحي يمتد نهار الكحل في عينيك ؛ ويذبحني ترتيل البوح في قداس
النجوى . أمشي مزهوا كصبح يفتح أفقه من سطوع الأمنيات . فأطلق لعزة
العطر يد النعرات . مرة يكون ربيع مهرة يمجد السيوف الصقيلة ؛ ومرة يكون
وليمة قبيلة باذخة الندى .
لن أقتفي سواك دليلا ؛وإن تعددت اللغات . أنت خلاصة كل الطرقات .فيك
ينتصر الكحل على الشغف ؛ ويتباهي المستحيل على التشرد .
لا هجرة بعد اليوم ؛
ولاذهول بعد الفتح