ابتسم من اجلى/ شعر: الشاعرة امال محمود

يصعب علي ..

حال الشجرة الأم حين ترمي بأحد أغصانها

 لينغرس بعيدا عنها

تجنبه ضربة الفأس

 ترتعد جذورها الممتدة في حنجرة الأرض

 ينبثق صوت متكسر الآه

ما خلقت لتكون بوابة !

يصعب علي ..

مشهد الطاولة الفارغة المتيبسة عمرا

بكرسييها الشاغرين

 المتربصين بموعد حب

 لعاشقين يهربان من وحشة الطريق

 بعد أن يقطفا ورودا حمراء

عطرها سيتكفل ببث الدفء في أوردة الغطاء !

يصعب علي ..

رؤية امرأة كانت حبيبة لرجل وسيم

 تجلس وحيدة على شاطىء البحر

 ترسم أحلامها على رماله

فتبتلعها أمواجه

ومع هذا تتمتم في سرها

البحر ليس غدارا كما هم البشر

 حتما سيحمل أمنياتي إلى ضفة أخرى !

يصعب علي ..

ذلك العجوز المنهمك بترتيب أحزانه

 كلما شقت دمعة من دموعه طريقها

 تاهت بين أخاديد وجهه

 فتعود لتنساب إلى داخله عبر تعرجات روحه

 المنحوتة بالصبر و الكتمان

 لتزيح الغبار عن إحدى الذكريات المرصوفة

 بإتقان بمحاذاة القلب

فتنهض نبضة و تدق ناقوس الحياة !

 يصعب علي ..

أن أشاهد طفلا ينام و في زوايا عينيه

عشرات الدموع بانتظار هدية العيد

 وفي كفه مئات الأمنيات

يشعل إحداها و يطفىء أخرى

 يتوجس خيفة من حصوله على هدية

 لا تسد جوع أبويه و أخوته

ينتهي به الحلم لطلب أرغفة خبز ساخنة

 بعد أن اعتاد على فتاتات متحطبة

في الصباح يهرع لفتح الباب المطروق على عجل

 ليجد أرغفة كاملة طازجة تحملها يد فقير مثله !

 يصعب علي حالي ..

وأنا أخمن شكل باب قلبك

 أتراه مواربا لأدخل كما العادة ؟

 تأخر لقاؤنا بمقدار ألف خيبة و غصة

لا بأس

 ابتسم من أجلي

 لأبرر عمرا كاملا

 من الانتظار !

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!