الجمعية العربية للفكر  والثقافة  تستضيف  حفل  توقيع  كتاب  مذكرات  مجنون  في  مدن  مجنونة

الرمثا / آفاق  حرة
استضافت الجمعية العربية للفكر  ولثقافة /  الرمثا  وبحضور  لفيف  من الأدبا والمثقفين  حفل  توقيع  كتاب  مذكرات  مجنون في  مدن  مجنونة  للكاتب  محمد  صوالحة .  وافتتحت  الأمسية  التي   أدارتها  الأديبة  عنان  محروس  بكلمة  للدكتور  ابراهيم  جيت  رئيس الجمعية الحفل بكلمة رحب من خلالها بالحضور وبالمحتفى به ومشاركيه الحفل، كما نوه إلى سياسة الجمعية في التشارك مع الجمعيات والمنتديات في جميع مناطق المملكة وتطرق إلى طلبات الإنتساب وشموليتها لكل المناطق والبدء باشتراكات العضوية ، ثم  كان  الميكرفون للشاعر   أحمد طناش  شطناوي   الذي  قدم  اطلالة  نقدية  غاص  فيها  بالبعدين  العاطفي  والمكاني  لكتاب   مذكرات  مجنون في  مدن  مجنونة  ..  متوقفا  عند  عنوان  الكتاب    معرفا الجنون  ببعديه الطبي  والنفسي   ومما   قال  في  قرأته :
(وقوفا على سؤال طرح في حفل إشهار هذا المؤلف، والذي تناول عنوان الكتاب ” مذكرات مجنون في مدن مجنونة”

كيف للمجنون أن يكون شاهدا وهو الذي لا تقبل شهادته وكيف للمدن المجنونة أن يشهد لها مجنون؟

وهنا لا بد لنا من تعريف الجنون اصطلاحا وعلميا حتى يتسنى لنا الإجابة عن هذا السؤال

فالجنون من المسائل الخلافية في عالم الطب والطب النفسي، وقد وصف الباحثون الجنون بأنه طيف طويل ممتد في إحدى قطبيه العبقرية المفرطة، والتي يتمتع بها الفلاسفة والمفكرون، وفي القطب الآخر أنواع الجنون المختلفة بتدرجاتها من عته وبلوى وبله وجنون العظمة والعجب والخرف والحمق والرعونة والغفلة والسفه والدهش والجذب والجنون دون الجنون أو داء العشق، وكل هذه الأنواع تسمى جنونا مع اختلاف درجات الجنون فيها، وهناك من يجلس في منتصف الطيف تارة يميل نحو العبقرية وتارة يميل إلى الجانب الآخر.

ولو نظرنا إلى تعريف الجنون ضمن المفهوم الدارج والذي يقول: هو كل نمط تفكير أو سلوك يتعارض مع أنماط التفكير أو السلوك السائدة في مجتمع معين، في زمان ومكان معينين وهو مفهوم ذاتي نسبي لا يستند إلى أي معيار موضوعي. أما التعريف العلمي للجنون: فهو اضطراب في بنية أو وظائف الدماغ، يؤدي إلى اختلال كلي أو جزئي، دائم أو مؤقت في الوظائف والمقدرات العقليةنتيجة لعوامل مسيولوجية أو وراثية.

 

فاستنادا الى هذين التعريفين نجيب عن السؤال بشقه الأول فأن الصوالحة صاحب مذكرات مجنون في مدن مجنونة ما هو إلا عاشق وصل حد الجنون دون الجنون في عشقه لبيئته وللأماكن التي قام بزيارتها، وهذا ما سأتناوله في إطلالتي هذه مستندا على شواهد العاطفة النفسية الإنسانية والعاطفة التاريخية التي أبرزها صاحبنا في مذكراته هذه).

واستمر  في  قرائته   مستعرضا  علاقة  الكاتب    العاطفية  والتاريخية    بالاماكن  التي زراها  حيث  قال : ” يتمتع الكاتب محمد الصوالحة بثقافة تاريخية مكانية واسعة، فتجده يصف المدينة تاريخيا متجاهلا واقعها الحالي مستندا على ما يحمل من ثقافة ومعرفة، وقد وظف هذه الثقافة في مذكرات رحلاته وسفره بشكل واضح وجلي،فمثلا تجده في رحلته الى دمشق يقول «سوريا يا نداء القلب، يا ارض جلجامش وزنوبيا، سوريا يا معشوقة التاريخ وابنته، سوريا تنادي فيك تدمر، وتناجي أرواد، ها هو أبو الطيب المتنبي يتألق بثوب القصيدة وهو يمدح سيف الدولة، وهاهو سيف الدولة يجهز الجند لرد الروم عن أطراف بلاده، هاهو أبو فراس الحمداني الأمير الشاعر يرسل بقصائده إليك وهو هناك في سجن أنطاكيا، هاهو الملك العادل يوعز لقادته بالتجهز لصد العدوان عن أرض الاسلام، وصلاح الدين ينطلق منها إلى الكرك ومن ثم إلى مصر لتبقى راية الإسلام خفاقة وكلمة الله هي العليا” .
ثم  قرأ  الكاتب  مقطعا  صغيرا من الكتاب ” اتخذنا أماكننا في جوفها وما هي الا دقائق قليلة حتى أطلقت صافرتها معلنة الرحيل عن الشاطىء الذهبي ، وراحت تشق صدر البحر … تبعثر مياهه …
قلت لها : سأبحث عن مكان مكشوف أستطيع من خلاله رؤية البحر. 
*قالت : انتظر قليلا…سأدخل أيمن إلى الحجرة وأعود.
آآآه لو أخذتني معها لتلك الحجرة التي ستكون بالتأكيد من حجرات الجنة … قليلا من الوقت وعادت وقد بدلت ملابسها … آآآه أي قمر يطل على عيوني … كم تمنيت لو كنت ذلك الشال الذي يغطي الليل المنسدل على كتفيها … آآآه لو كنت ذلك الثوب الذي يدثر بستان الكرمة المزروع في جسدها ….أي شيطان هذا الذي يسكنني ويثيرني ويجعلني أعري كل ما تسقط عليه عيني … عيني التي لم تترك شيئاً إلا واقتنصته … وأي جبن هذا الذي يسيطر علي فيبعدني بقدر الشهوة التي تسكنني … أي أنثى هذه التي تقترب مني ؟!… هل هي فاطمة بحق ؟. وصلنا إلى شرفة الباخرة وقالت : انظر إلى البحر وتأمل قلبه الكبير وكم يحتوي من الكائنات وكيف يتعامل معها أي حنان الذي يعمره ؟، أي حب هذا الذي يسكن قلبه ؟. “
ثم  كان  هناك  مداخلات  من  الحضور  حيث  توقف  كثير  منهم  عند  عنوان  الكتاب …  وتصنيف  الكتاب  .
وفي  نهاية  الفعالية    قدم  رئيس  الجمعية العربية للفكر  والثقافة   الدكتور  ابراهيم  جيت  وامين  سر  الجمعية  الروائي  توفيق  جاد   الشهادت  التقديرية  على  المشاركين   .  والتقطت  الصور  التذكارية   للمشاركين  مع  الحضور .
ا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!