الملتقى العراقي للثقافة والفنون بعمان يفتح ملف الحداثة في النحت العراقي 

استذكارأ برحيل الفنان محمد غني حكمت ورحيل النحات علي الجابري 

عمان – افاق ثقافية 
ضمن اماسي برامجه الاسبوعية نظم الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان
ندوة 
حوارية في الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء 25 سبتمبر‏‏ 2018 بعنوان
الحداثة في النحت العراقي من محمد غني حكمت الى علي الجابري
تحدث فيها نخبة من الفنانين والنقاد التشكيلين العراقيين والعرب.
.في مجمع بيت الثقافة والفنون .عمان .جبل الحسين.قرب التوليد .دار 20
بحضور عدد من المتابعين والمهتمين من الادباء والفنانين وجمهور الملتقى العراقي والعربي
وشارك في الحواروالمناقشات التي ادارها رئيس الملتقى العراقي للثقافة والفنون الفنان ضياء الراوي كل من الفنان الاستاذ ابراهيم العبدلي الفنان سلام الشيخ .الاعلامي مجيد السامرائي.الفنان والناقد محمد العامري.الناقد مؤيد البصام والنحات وليد البدري والفنان عمر حمدان. واعتذر النحات ليث الترك لضرف طارئ
في بداية الامسية قدم الفنان حسين المصري عزفا منفردا على الة الكمان لمقطوعتين من الموسيقى الكلاسيكية عربية وعالمية نالت استحسان الجمهور.
ثم رحب رئيس الملتقى بالفنانين الضيوف معرفا بهم ومرحبا بالجمهورالذي حياهم . ثم تحدث عن الفنانين الراحلين حكمت والجابري ومنجزهما الابداعي بايجاز مختصر وعن مسار حركة النحت المعاصر في العراق ذاكرا اكثرمن 60 نحاتا عراقيا معاصرا من عدة اجيال ينتشرون في العراق والعالم عملوا وانجزوا اعمالهم الحديثة على مدى 7 عقود مزاملين لفترة محمدغني وانتهاء لاخر معرض للنحت شارك فيه عراقيان في عمان قبل ايام من وفاة الجابري .وتاثيراتهم الحداثوية في مسيرة النحت في العراق . مشيرا الى مؤثرات وسمات النحت الرافديني التاريخي القديم ومحاولاتهم تطويعه لاتجاهات النحت و تجارب الفنون العالمية المعاصرة.
وذكر محاور الندوة النقاشية واهدافها ..
ثم بدا الحديث الفنان سلام الشيخ بالاشارة الى محور النحات ومسيرته متناولا المدرسة النحتية الحديثة. وتعدد التقنيات والاساليب وارتباطها بالهندسة المعمارية وتخطيط المدن وفي محور النحات والمدينة اشار الشيخ الى اشتراطات العمل الفني على المتغيرات الحضرية وتوسعاتها على المدينة القديمة
وفي محور المؤسسة الرسمية والنحات استعرض دور الدولة كراعي وصاحبة القرار التنفيذي للمشاريع والنصب النحتية من خلال اعلان المسابقات والتكليفات واعداد اللجان والتحكيم… وتطرق باسهاب الى استهداف الاعمال الفنية والشواهد النصبية والمعمارية والاعمال الفنية الوطنية في ظل ضروف تهميش واقصاء دور الفنان والتخريب المتعمد للذاكرة الفنية باعتبارها ذاكرة ثقافية و جمعية عراقية ..
اما الفنان الاستاذ ابراهيم العبدلي فتحدث عن تجربة زميله الفنان الكبير محمد غني حكمت في بغداد وتطور هذه العلاقة خلال اقامتهما في عمان بعد اقامه الفنان محمد غني في الاردن نتيجة للاوضاع بعد احتلال العراق كما تحدث عن الفنان على الجابري ومنجزه النحتي وكيفية اعادة تمثال الملك فيصل الاول الى مكانه الاصلي في الصالحية ببغداد.مذكرا بجمعية التشكيليين العرب في ايطاليا التي تراسها الفنان الجابري في روما.
ثم تحدث الاعلامي مجيد السامرائي
عن حواره مع الفنان محمد غني ومشروع كتاب عنه يتضمن المقابلة والحوار الذي اجراه معه مستعرضا بعض المحطات الغير معروفة في مسيرته الفنية والعملية والشخصية . واشار الى طريقة عمله واراءه في اعماله ومنجزه من نصب كبيرة واعمال فنية اخرى كالميداليات والابواب .مشيرا الى مكانته عراقيا وعربيا ودوليا.
اما الفنان والناقد محمد العامري فقد استعرض المؤثرات السومرية والاشورية. والتجارب المعاصرة على مسار حركة النحت في العراق وتشكيلها لخصائصها المتميزة والمتفردة التي يمثل محمد غني احد ابرز علاماتها. حيث اثرت هذه التجربة على حركة النحت عربيا. مشيدا لتجازو فناني النحت المعاصر في العراق من تابوهات ومعوقات ادارية وتنظيرية لموضوع اقامة النصب والتماثيل والاعمال الفنية الاخرى في ساحات المدن والواجهات . واشار الى مايعانيه الفنان العربي والاردني بالاخص من هذه القيود والصعوبات التي تقف في طريق تنفيذ مشاريع فنية كبيرة على غرار ما كان يجري في العراق .
وقدم الناقد مؤيد البصام
قرائته للمشهد الفني في العراق اليوم وماتتعرض له المدينة من تجاوز على الذوق الفني والثقافة العراقية الاصيلة من خلال فرض وضع نصب تافهة وهجينة وعشوائية في ساحات ومدن العراق وتحديدا في بغداد ذات التقاليد الاصيلة في الاهتمام بالواجهات والساحات وانشاء النصب والصروح منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة حتى غزو العراق في 2003- حيث جرى طمس مبرمج ونهب وتخريب للموروث الفني العراقي وبالذات النحوت والنصب الحضارية الوطنية تحت لافتات سياسية او رؤى سلطوية تتسم بالعدوانية والسلبية تجاه الجمال والتنوير والابداع – ترافقها ادارة لمؤسسات تدعي الثقافة او الفنون غارقة بالفساد المادي والفكري والخواء الحسي والذوقي. مشيدا بدور الفنان العراقي وبالذات النحاتين باصرارهم على العطاء برؤى فكرية وفنية حديثة رغم ان اعمالهم ماتزال حبيسة القاعات والمشاغل ولا امل لها لن ترى النور في ظل العقيلة الرجعية والتراجعية الحالية للادارة السياسية للثقافة ولادارة عموم البلاد..
النحات وليد البدري
اشار الى منجزه في النحت المعاصر المعتمد على تقنية تنفيذ الاعمال بواسطة المعادن ذاكرا علاقته بالفنان الجابري واشارالى تجربة الجابري من خلال دراسته في معهد الفنون الجميلة ببغداد وبعد سفره للدراسة في روما وتقنية استخدامه للخامات المتعددة ومنها المعادن والخشب والزجاج-
اما الفنان الاردني عمر حمدان الذي زامل الجابري في محترفه في روما وزامل الفنان محمد غني في محترفه في عمان بعد 2003. فقد اشاد باخلاص الفنانين الراحلين لعملهما وجهدهم المتواصل لتطويرمهاراتهم على مستوى الشكل والفكرة وصولا الى الاحدث و والاكثرحداثة.
وفي الختام تداخل بعض الكتاب والفنانين الحاضرين بمناقشات واسئلة اغنت اهداف الندوة التي استمرت اكثر من ساعتين . حيث اشاروا الى ضرور تفعيل مثل هذه الندوات والدراسات البحثية والنقدية لتوسيع افاق المعرفة الفنية لتصحيح مسارت وحماية المنجز الفني العراقي المتميز في المنطقة وخصوصا شواهد النحت العراقي المعاصر .

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!