بطاقة تعريفية بكتاب “مقاصد القصائد”بقلم- محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة:

 

بطاقة تعريفية بكتاب

“مقاصد القصائد” د. سلطان الخضور

 

المحرر الثقافي – الروائي محمد فتحي المقداد

صدر حديثًا كتاب “مقاصد القصائد” للدكتور “سلطان الخضور”، ومن مطالعة العنوان يقود القارئ بداية إلى أنه يبحث في دلالات ومقاصد القصائد المختارة، وهي موضوع الدراسات النقدية، التي عالجت القصائد؛ فشرحت بعضًا من غموضها، واستشفاف خلفيّات الشُعراء من خلال الغوص في المنهج النفسيّ لهم، والمستنبط من علم النفس الذي يعتبر جزءًا من الطبّ، بشقّيْه العُضويّ والنفسيّ.

حيث أن الطبّ النفسي هو الأصعب تشخيصًا لكثرة أعراضه المُتعالقة بأشياء قريبة وبعيدة ومجهولة. وعلى هذا جاءت رؤية الكتاب للولوج إلى الأعماق والمناطق المُظلمة، لاستبطان دواخل وتهويمات شعراء أصيبوا بمسٍّ من جنّ عبقر؛ فتجشّم الصعاب في مسعاه للوصول إلى محطة معقولة حسب رأيه، وفي هذا الصدد يقول: (إنها محاولة لسبر أعماق هذا النوع من النقد، علنا نستطيع من خلال ما قمنا به عمليا من دراسات عن طريق عمليات الربط والتفكيك والتحليل، من المساهمة ولو بالقليل في هذا المجال، وتقديم صورة نقدية لنماذج من نتاجات زملائنا المبدعين الذين تكن لهم كل احترام وتقدير). ص١٧. وبهذا تتبيّن معالم الأسس التي بنى عليها طريقته في دراسة النصوص.

وقبل ذلك قال في نصيحة موجهة لمن تصدى للدراسات النقدية على مختلف  أنواعها وانتماءاتها: (الاول الناقد أن يبحث عن الحقيقة، وأن يسعى إلى التقييم بهدف التقويم، وأن يستخدم الكلمات والعبارات المناسبة للنقد بعيداً عن الانتقاد) ص3.

وقد أفصح د. الخضور عن هدفه من هذا الكتاب، بشرح مُقتَضب مفيد، شارحًا رؤيته لتوضيح هوية الكتاب: (المؤلف في قراءاته التي وردت في هذا الكتاب، إلى التركيز على النقد الأدبي النفسي، لسبب بسيط وهو شعوره بافتقار الساحة النقدية العربية لهذا النوع من النقد؛ سعياً منه لتقعيده في المكان الذي يليق به كنوع من الأدب النقدي الذي يمكن للنقاد الركون إليه والاعتداد به، حيث يعتبر هذا النوع من النقد من طرق النقد التي تعتمد على تحليل النص الأدبي، وعلاقة الكاتب بالنص من الناحية النفسية، ودراسة مدى تأثير بيئة الشاعر ومزاجه العام على ما أنتجه من نص أو نصوص، ساعين إلى تدعيم الفكرة التي نتطرق لها بفقرة أو فقرات من النصوص ذات العلاقة الواردة – في هذا الكتاب) ص ١٦.

وربّما يكون هناك دراسات أدبية تعتمد منهج التحليل النفسي للنصوص الأدبية، وعاى الأغلب أنها لم تصلنا، وفي ظل سهولة الحصول على المواضيع المختلفة من شبكة الأنترنت، وعلى الأغلب أن المعالجات الأدبيّة ستبقى وجهات نظر تصيب وتُخطئ. لكن الأمر يتعلق بثقافة الكاتب الناقد الواسعة، ليستطيع الإلمام بجوانب أكثر، ليكون عمله إضافة حقيقية لنا سبق من دراسات، وهو ما نلمسه عند. د. سلطان الخضور.

وبملاحظة بسيطة تبيّن أن الكتاب “مقاصد القصائد”؛ فقد قام المؤلف بتوزيع كتابه على فصلين اثنين، خصص الفصل الأول منه للحديث عن شعراء محليين من الأردن، أما الفصل الثاني فقد احتوى على دراسة لشعراء عرب من خارج الأردن.

وقد جنح المؤلف في هذا الكتاب إلى تجنب القولبة والنمذجة الجاهزة في النقد، إلا أنه اجتهد) في المزج بين المذهب التفكيكيّ والتحليليّ ورؤاه الخاصّة بكلّ موضوع، من أجل استحداث صورة نقدية تعيد نثر النظم الشعري، بهدف جعل النصوص أكمل يسيراً وأكثر وضوحاً للمرسل والمتلقي على حد سواء، ولم يشأ أن يسحب نموذجا نقدياً على نموذج نقدي آخر، بل كان التفكير في الكيفية لكل حالة على حدة.

يعتبر الكتاب سِفرًا عربيًا وثّق مجموعة مما انتقى مؤلفه، وراق لذائقته الأدبية الرفيعة، فقد أحسن بتوثيقها ونشرها ورقيًا. لتكون جزءًا تكميليًا لجهود النّقاد على الساحة العربيّة.

 

عمان. الأردن

٩/٢/٢٠٢٢

 

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!