بطاقة تعريفية للمجموعة النثرية “حانات الذكرى” للأديبة “أنمار فؤاد منسي” المحرر الثقافي

لصحيفة آفاق حرة:
_______________

المحرر الثقافي.
الروائي محمد فتحي المقداد

بطاقة تعريفية
للمجموعة النثرية “حانات الذكرى” للأديبة “أنمار فؤاد منسي”

“حانات الذكرى” يتنافس ازدحامها ما بين الذات ورغائبها وآمالها وأفراحها وأحزانها، وللمحيط بالذات لُجَج من الخيبات السابحة عكس حياة الإنسان الطامح لعيش رغيد على بساط الطمأنينة والأمان.
و”حانات الذكرى” ما هو إلا معادلة أديبة أرادت تعديل المعادلة للتوافق مع فيض ودفق مشاعرها، ولكن ما العمل إذا اصطدمت الشفافية بالغلظة الجامدة.
الشاعرة تحاول أن تصنع معادلة بين ما بضميرها العاشق للجمال والنقاء والإقبال نحو الحياة.
عندما افترضت نفسها ساقية في حانة، تتلوّن فيها المتناقصات في حانات ذكرى. لذكراها حانات وليس حانةِ. ويا للخوف إذا سكِر روّادها جميعا. وأظنّ القارئ سيسكر بلا خمر من واقع مؤلم بكافة تجاعيده.
والمشاعر المنبقة عن الذات تتجمد على عتبات وطن منكوب بدكتاتورياته. طامس من أخمص قدميه إلى رأسه اغتصابًا من عدوّ داخلي وخارجي.
وهو ما تجلّى في نص “الحسرة” ص٦٤. فقد حكى: خيبة الأمل برموز قياديّة. احتلّت صدارة الأوطان؛ فزرعت الموت والخراب والدمار، وأغرقت التراب بفيض ينابيع الدموع والأحزان. (هي بلاد ترى فيها العجب// بلا أجنحة، وأقدامٍ مشلولة// وآلهة وصور كبيرة// طاووس هناك وثعلب على الضفة الأخرى// أسد ينقض على فريسته// وقرد في جهة أخرى يراقص أنثى شقراء لعوب//باعوا أنفسهم للشيطان// وكراسي العروش مخلوعة الكرامة// لا ندري متى نهاية المستبدين).
وفي نص “كان يا ما كان” ص٦٩، نلحظ استدعاء التاريخ. وكأن “أنمار” تتلمس دروب العز والانتصارات، بكراهة واقع مُرٍّ، مليء بالانكسارات. ضاجّ بالخسائر. فتقول: (كان ياما كان// يا سادة يا كرام. يروي الزمان لمن عاشوا// على هذي الأرض// /من باد ومن ساد// حكايا العرب الكنعانيين// والرسل: عيسى المسيح ومحمد خاتم الأنبياء// والزير، وعنترة العبسي وعمر بن الخطاب وصلاح الدين// وسفن السندباد، ما زالت حديث الأمم// وعن إقليدس الأكبر). هذا الاستدااء للرموز لا يمكن أن يأتي عبثًا، ولك يكن من فراغ، بل تقف وراءه جعبة ملآى بما فيها، واعية لما ذهبت إليه.
للمُتتبّع نصوص (حانات ذكرى) سيتوقف بكل تأكيد، أمام نصوص مثقفة بُنِيت بطريقة سهلة، ناهلة بمفردات من قاموس “أنمار منسي” واسعة الاطلاع والثقافة، بلمسة الوضوح والبساطة، واستدعاء رموز التاريخ قديمها وحديثها على محمل النصوص الناضحة ألمًا، مخبوء تحت ملاءة الحياة العواطف والأشواق والحب والتواصل.

 

dav

عمّان – الأردنّ
٥/ ٧/ ٢٠٢١

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!