ثلاثة أيام من الشعر والسرد والمسرح في مهرجان الشعراء الشبان ب” قليبية” بمشاركة عربية

آفاق حرة للثقافة  – تونس

 عبدالعزيز المجيدي

تستعد مدينة قليبية التابعة لولاية نابل شمال شرقي البلاد التونسية لاحتضان فعالية ثقافية وأدبية رفيعة ممثلة بالمهرجان السنوي للشعراء الشبان بمشاركة عربية.

 

وتواظب قليبية على تنظيم المهرجان الوطني الذي يضم شعراء شبان من مختلف ولايات البلاد منذ 36 عاماً، وقد تحولت درا الثقافة التي تحمل إسم الشاعر التونسي الراحل نور الدين صمود، إلى خلية نحل حيث تشهد التحضيرات لإطلاق المهرجان الذي ستبدأ فعاليات النسخة السابعة والثلاثين منه، الإثنين المقبل على مدى 3 أيام.

على ضفاف البحر المتوسط، حيث الشواطئ النقية في المدينة السياحية التي تكتض بالمواطنين والسياح خصوصاً في فصل الصيف، سيجتمع العشرات من الشعراء الشبان والأدباء من الولايات التونسية وبعض البلدان العربية ليستعرضوا تجاربهم الشعرية والسردية في المهرجان الذي حمل إسم ” ادب الرحلات ” كعنوان لهذه الدورة.

ولا تقتصر فعاليات المهرجان على النمط التقليدي من خلال قراءة القصائد واستعراض التجارب الشعرية والأدبية للمشاركين، بل سيضاف إلى ذلك عقد ورش عمل لتبادل الخبرات والإستفادة من تقنيات الكتابة الحديثة.

وتتميز هذه النسخة من المهرجان عن سابقتها بمشاركة أصوات شعرية عربية شابة قادمة بقوة إلى المشهد الشعري من اليمن وفلسطين وسوريا، حيث سيشارك الأديبان اليمنيان، الشاعر إبراهيم القحوي، والباحث والناقد الأدبي مجيب الوصابي، بالإضافة إلى الشاعر الشاب أحمد القناوي من فلسطين والأديب السوري لُهام حبوب.

وتأتي المشاركة العربية واليمنية ثمرة جهود جمعية منارة الأدب بقليبية وفريق عملها برئاسة الأستاذة سونية فرج الله.

وقالت فرج الله إن هذا التوسع في إضافة عدد من الشُّبّان والمشاركين من البلدان العربية ” يأتي في إطار استراتيجية ممنهجة لتحويل هذا المهرجان إلى تظاهرة عربية ومنصّة إبداعيّة وقبلة علميّة لكل الشُّبّان”.

واعتبرت رئيسة جمعية منارة الأدب المنظمة للمهرجان بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية ولاية نابل أن ” الإختلاف والتعدُّد يمثِّلان الأرضيّة المشتركة للتفاعل والحوار بإيجابيّة “.

وقالت إن ” هذا المهرجان تتزايد أهميته في ورش العمل التي ستعقد لتبادل الخبرات والاستفادة من تقنيات الكتابة الحديثة الإبداعية والتدريب عليها؛ رغم شحة الإمكانيات التي تضاءلت بعد أزمة كورونا الأخيرة”.

ويُعَدُّ المهرجان الوطني للأدباء الشُّبّان بقليبية من أبرز التّظاهرات الثقافية المشهود لها في تونس وأنجحها؛ فبالإضافة إلى توفر المدينة على المعالم والمراكز الثقافية والكوادر الإبداعية والنقدية والإدارية المتميزة، فهي تتوفر على إمكانيات سياحيّة ومناظر طبيعية وشواطئ خلّابة تتحول إلى مقصد للسياحة المحلية والأجنبية في فصل الصيف.

 

ويشتمل برنامج المهرجان على عديد فعاليات، حيث يبدأ يومه الأول مساء الإثنين المقبل بزيارة إلى معرض الفنون التشكيليّة لطلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل في ساحة دار الثقافة بقليبية.

ويحتضن مسرح الهواء الطلق الذي يحمل إسم الفنان التونسي االذي أشتهر بالغناء الملتزم، الراحل “الزّيْن الصّافي” بقليبية ” الافتتاح الرسميّ للمهرجان الذي يعقب المعرض بكلمات للمنظِّمين للدورة وتقديم أعضاء لجان التحكيم وبرنامج الدورة، يعقبها كلمة ممثّل الأدباء الشباب .

على نفس المسرح ستعرض مسرحية ” في بالك” بطولة منتصر قاسم ومن إخراج إكرام عزّوز وهذه المسرحية أٌعدت بدعم من المندوبيّة الجَهَويّة للثقافة بنابل.

أما في اليومِ الثاني للمهرجان حيث أطلق على الدورة إسم الاديب التونسي الراحل”محمد جنات”، فستنطلق صباحًا ورش العمل في ساحات دار الثقافة نور الدِّين صمّود بقليبية.

وتنعقد في الفترة المسائية في قاعة العروض بنفس الدار أعمال النّدوة الفكريّة التي كانت عنواناَ للمهرجان” أدب الرّحلة” وتبدأ بمداخلة للأديب: جمال الجلاصي ثم تليها مداخلة للأستاذ عبد السلام البغوري وتختتم بمداخلة الكاب والباحث والناقد اليمني مجيب الرحمن الوصابي عن رحلة عبدالعزيز الثعالبي إلى اليمن في العقد الثالث من القرن العشرين.

ويستعرض الشعراء الشبّان في الليلة المنتظرة تجاربهم الشعرية بإلقاء قصائدهم على مسامع الحاضرين يليها توزيع شهادات المشاركة على كلّ الأدباء الشبان.

وينشغل اليوم الثالث والأخير من فعاليات مهرجان الأدباء الشبان بقليبية، بمواصلة ورش العمل التي ستتمحور حول تقنيات الكتابة الحديثة إلى منتصف النهار، ثم من يُسدل السِّتار على الدورة السابعة والثلاثين من المهرجان مساء نفس اليوم بقراءة تقريري لجنتي التحكيم ثم توزيع الجوائز على الفائزين وقراءة النُّصوص الفائزة شعرًا وسردًا من الأدباء الشباب المشاركين.

وتقع اقليبية شمال شرقي تونس العاصمة وهي ثالث أكبر مدينة في ولاية نابل، بعد مدينة الحمامات ونابل.

وتعرف بأنها مقصد للسياحة الداخلية والأجنبية خصوصا في فصل الصيف، وبها شواطئ تعد من أجمل وانقى شواطئ العالم، كما تحتضن مواقع ومدن أثرية، أهمها برج القلعة، الذي يبدو حارس لشواطئ المدينة الوادعة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!