حفل إشهار كتاب “هو الذي يرى” لمحمد الصمادي

لصحيفة آفاق حرة

 

حفل توقيع كتاب

“هو الذي يرى” للقاص “محمد الصمادي”

وبرعاية رئيس  رابطة الكتاب الأردنيين الأستاذ أكرم الزعبي في مركز إربد الثقافي، جرى حفل توقيع الكتاب وتحدث فيه عدد من الكتاب والادباء والشعراء والاعلاميين

تحدث رئيس فرع الرابطة في اربد عن محمد الصمادي المحتفى بكتابة فقال: عرفت القاص محمد فالح علي الصمادي منذ عقد ونيف من الزمن، بعد أن جمعتنا عدة لقاءات ثقافية وفكرية في مدينة عجلون الأبية، وعند أول لقاء لمحت فيه الهدوء وحب المثابرة في العمل … أما صورته التي استقرت في ذهني، فهي أنه يميل للشك الذي يدفعه للبحث عن معرفة الحقيقة، وهو يمتلك شخصية تتسم بالوضوح وبالمحصلة فهو ينتمي للنمط الودي ولا يقبل القسمة على اثنين، ومن الواضح أنه يمتلك مزايا أبناء الجبل، الذين يتحلون بالشموخ ويتقنون فن العمل في الأراضي الوعرة.

مدير ثقافة اربد الاستاذ عاقل الخوالدة استعرض مسيرة العمل الثقافي في اربد واشار ان هذا الجمع الكبير شاهد على مكانة المثقف الاردني وان محمد الصمادي عرف كيف يجمع هذه الثلة من الأدباء والشعر والجمهور العريض مما شكل الحفل حالة استثنائية.

تحدث الدكتور محمد العمري رئبس قسم الاعلام في جامعة جدارا فقال: في شهادة الابداعية: (شهادة إبداعية مقدمة عن الأديب والباحث الأستاذ محمد الصمادي) لن أذهب إلى دواخل النصوص الأدبية التي كتبها الأديب والمبدع الأستاذ محمد الصمادي لكنني سأتناول جانباً من شخصية هذا المبدع المميز الذي يجذب الأنظار حوله منذ أن عرفته أديباً متواضعاً مضيافاً مرحباً بالجميع يمارس الى جانب اهتماماته الأدبية عملاً ابداعيا يحتاج ممن يقوم به الى حس مهني ورشاقة وخفة ظل  بالتقاط الصور المعبرة، والتي غالبا مع يختارها الأديب والمبدع الصمادي في وقتها المناسب لتضيف جمالاً وتوثيقاً حسياً لرفاق المسيرة والإبداع والحضور، ولا يتوقف أديبنا محمد الصمادي بالتقاط الصور بل يرسلها الى اصدقائه ورفقائه بتواضع جم وسلوك يدل على صاحبه وبؤشر الى معدن طيب يمتلكه هذا الرجل المتميز بافعاله إلى جانب أقواله وكتاباته وابتسامته الدافئة.

ثم تحدث الروائي محمد فتحي مقداد في شهادته: “إنّه هو الذي يرى” عنوان إشكاليّ بانزياحيّاته الدّافعة للتأويل. من الذي يرى؟. ومن هو القائل؟. ومن هو الذي يرى؟. تساؤلات واستفسارات تُثار كون القائل مجهول، وكذلك المُشار إليه أيضًا. وتأتي الإجابة عندما تكون الكاميرا هي جواز سفر “محمد الصمادي”، وحديث الكاميرا ثابتٌ بتجسيد الصّورة؛ لتكون ذاكرة واعية وثّقت اللّحظة بتوقيتها، وبذلك ستُصبح وثيقةً مُعتبَرةً شاهدةً لا جِدال ولا مراء فيها. فيقول: “عندما تصبح الكلمات غير واضحة، سأُركِّزُ على الصور. وعندما تصبح الصور غير كافية سأكتفي بالصمت!”.

ضيف الشرف المهندس هشام التل استعرض أهمية الصورة عند المحتفى به، وأشار في ورقته: أكتب هذه الكلمات مُقدمًا عبرها عظيم التقدير، وجميل التكريم للأخ الحبيب محمد الصمادي، الذي أمضى جُلّ وقته، وعزيز وقت عائلته الكريمة مُتنقلًا بآلة تصويره البديعة الصبورة على كثرة اجتهادها بين المؤتمرات، والمنتديات، واللقاءات الثقافية، والاجتماعية العامة والخاصة دون ملل، أو شكوى أو تذمّر، موزعًا ابتساماته لهؤلاء، وأولئك ذكورٍ وإناثٍ،  شيوخ وشبان، وكأنه يقول لهم: إن ما ألتقطه لكم من صور، إنما ينطبع في قلبي؛ فيكون صدى السنين الحاكي،  وللحقيقة نقول: أن كثيرًا من خبراء الاجتماع والسياسة ينهلون من الصور الثابتة والمتحركة، ما لايمكنهم أن يحصلوا عليه من المعلومات من مصادر الإعلام الأخرى، ولذلك فإنّا نُؤازر أخانا محمد الصمادي، وندعم رأيه القائل: “أن المقالة والخبر الذي لا تصاحبه صورة تليق به، يكون ناقصًا ومبتورًا بالتأكيد.

 

 

وفي ورقة مقدمة من الشاعر الناقد عبد الرحيم جداية بورقته التي خملت عنوان قراءة فنية

 

في تجربة محمد صمادي الضوئية

جاء فيها :والسؤال لماذا لا ينتسب الفنان محمد الصمادي إلى جمعية المصورين الأردنيين في عمان؟ والتي كنت احد مؤسسيها بصحبة المصورين المبدعين أديب عطوان وسقراط قاحوش وخلدون أبو طالب ويحيى مساد ونخبة من المصورين الأردنيين.  محمد الصمادي فنان خبير وعين بصيرة للضوء معنى كبير كما الظل في تجسيد صور وهو المحترف المتابع في عملية التصوير لينتج عالما من الجمال. وكان راعي الحفل قد قال في كلمته :يمزج محمد الصمادي القاص والمصور بين إبداع القلم وابداع الصورة، يلتقط مكامن الجمال حيثما ظفر بها قلمه، أو لمحته عيناه. يرواحُ بين فعلي الإبداع في محاولةٍ دؤوبةٍ للبحث عن الذات، الذات المسكونةِ بهاجس الحب، وهاجس المعرفة. لا يحفل محمد الصمادي بسنوات العمر التي لا تتوقف عن الجريان إلا حينما يتعلّقُ الأمر بمحاولته لإيقافه عند عتبات البيت الذي ترك فيه طفولته، وهو يسعى للبقاء عند براءة ووداعة ذلك الطفل الذي لم يكن يعرف من الحياة إلا حنان الأم وعطف الأب قبل أن يكبر ويشبّ عن الطوق ليبحث عن معنى كينونته في حياةٍ لا تعترفُ إلا بالقوة التي لا يتقنها مرهفو الحسّ والمشاعر. محمد الصمادي يقف شاهداً على عصره بحرفه و(كاميرته) عينه التي لا تفارقه أبدا. ورغم غربته إلا أنّ تلك الابتسامة الشفيفة لا تكادُ تفارق شفتيه حتى في أكثر اللحظات سوداويةً وألما. هو إذن صاحبُ القلب الـ يسعُ ويتسع لكل من يمرّون في دربه حتى ولو مرّوا به مرور الكرام، وهو إذن من الذين يتركون فيك أثراً لا تستطيعُ نسيانه بسهولةٍ أبداً لأنّه يعاملك بكل عفويته وطفولته ال ما زال يبحثُ جذورها حتى اللحظة. محمد الصمادي القاص هو ذاته محمد الصمادي المصوّر الفنّان .. وهو هو المبدع في كل عمل. يستحق محمد الصمادي الإحتفاء والتكريم، ويستحق الكثير ، لإنّه قدّم الكثير الكثير.

يقف محمد الصمادي غريباً بعين عدسته ليكون شاهداً على عصرٍ غريب التفاصيل. لم يترك أمسيةً أو ندوةً أو مؤتمراً إلا وكان حاضراً بشخصه أحياناً وبكاميرته أحياناً أخرى، ورغم محاولته توثيق المشهد الثقافي بصرياً إلا أنّ كاميرته تفضح المشهد كله أحياناً أخرى حين لا يتجاوز الحضور عدد أصابع اليد الواحدة، وفي ورقة نضال القاسم التي اشارة فيها مقدمة الحفل الشاعر ايمان العمري بقول نضال القاسم :حين نتحدث عن محمد علي فالح الصمادي فإننا نتحدث عن كاتب وأديب ومثقف وناشط ثقافي واجتماعي ملتزم، وطنياً وفكرياً وأدبياً، له حضوره على الساحة الثقافية الأردنية، ومشاركاته في العملية الابداعية والانشطة الثقافية المختلفة.

الشاعر الاستاذ الدكتور حربي المصري قال في شهادته : واليوم يا صديقي، وأنا أتجوّل بين الأكوان المتوازية ألمح صباك ومشيبك وأراك هنا وهناك في نفس المطاف، وأن الفوضوى الصّغيرة التي حدثت ذات صبا، تعملقت أدباً، وأخرى يا صديقي، وأنا أنزاح في الطّيف ذات تأثرٍ نحو الأزرق أو نحو الأحمر، أراك تتجلّى في كامل الطّيف مرئياً لا مخفياً. نعم، هو الذي يرى عملك الخالد، وضمير الغائب يحكي ما عكسته المرايا المصقولة بيد الزمن.

فماذا رأى ؟ وكيف ومتى؟ ولماذا وأين ؟

أسئلة معلَّقة أتركها للقارئ ليغوص ويبحر ويجد الإجابة: إنه مسكون بمدينته الأثيرة عجلون، التي تسكن روحه وقلبه وعقله، وما يميز إبداعه الأدبي هو بساطته، ونعومته، ورقته، وجمال ألفاظه، وتدفق صوره، ووضوح رؤيته، الى جانب الالتزام الفكري والطبقي المنحاز ابداً لهموم شعبه وقضايا المسحوقين والكادحين والفقراء بانسانية أصيلة راقية.

رئيسة ملتقي المرأة الثقافي قالت في كلمتها : محمد الصمادي المحب لأهلة واصدقائه ووطنه عاشق لا يكل ولا يمل من تأصيل قيم الوفاء والمحبة والاحترام .. عرفته عضوا في العديد من الهيئات الثقافية والخيرية على مستوى الوطن .. رحال في الاجناس الادبية والفنون الابداعية وعلى وجه التحديد توثيق المشهد الثقافي بالكلمة والصورة حريص على سلامة المشهد الانساني والثقافي وتفعيل وتأصيل دور المثقف الاردني شهادتنا في هذا الفارس الذي نحتفل بكتابه الجديد “هو الذي يرى ” هي كشهادتكم فيه وأنتم أهل لشهادة الحق والعدالة  والإنصاف

وقبل الختاك القلا الشاعر احمد طناش شطناوي قصيدة مهداة الى صاحب الكتاب قال فيها :

كتبتْ عيونك دهشة المتأملِ

ومحتْ غباراً عن قديم العذلِ

 

صعدتْ على درج المحبة منزلاً

حتى تماهت في الكيان الأمثل

 

فقبضتَ من أثر القصيدة حيلةً

إذ مسّك التسهيد مسّ الموحلِ

 

بين التصبر والتبصر رحلةٌ

تصبو اليها اذ تقول تمهلي

 

وقد شاركت الشاعرة ايمان العمري عبر تقديم المشاركين بعضا من ابداعتها الشعرية: هو الذي يرى

مع أنّ العتم يتلبّس المشهد

ومع أن الطريق ضرير

ومع أن الصمت سيد الموقف في فلسفة الرؤية والكلمة

إلاّ أن محمد الصمادي

خرج لنا مهاجراً

كأن الأرض أرضه

والزمن بقبضته

وخيط النور يتبعه

ونحن نتتبع الدهشة في الجزء المفقود من النص

ولسانه يقول

الهجرة الى رحابة الإبداع قائمة

لعن الله من أغلق بابها

وقد  شارك  العازف هيثم اللحام بتقديم العديد من المقطوعات الموسيقية

وكرم راعي الاحتفال بحضور مدير ثقافة اربد الاستاذ عاقل الخوالدة ورئيس فرع اربد وضوف الشرف بتكريم المشاركين وبعد انتهاء الحفل وقع صاحب الكتاب للحضور نسخا من كتابه.

 

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!