حكاية بطل —الشهيد البطل مقدم أركان حرب شريف محمد عمر

بقلم — الكاتب المورخ —أحمد عطية الله

متابعة — ناصر محمد ميسر

لم أستغرق كثيرا من الوقت حينما فكرت فى أختيار قصة البطل الشهيد الذى أستهل به كتابى عندما وقع أختيارى على هذا البطل بالرغم من أعترافى الكامل بأهمية ما قام به كل بطل شهيد فى معركة مصر ضد الارهاب وخاصة على أرض سيناء الحبيبة وذلك لأن هذه القصة تحمل بوضوح عدة رسائل هامة منها:
* أن قائد هذا البطل الشهيد هو من روى قصة الاستشهاد بكل تفاصيلها بوضوح فى حضرة رئيس الدولة والقادة العسكريون والسياسيون واسرة البطل .
* أن القصة تحوى بانوراما كاملة على احدى المعارك العسكرية على أرض سيناء ضد الجماعات التكفيرية بما تضمه من شجاعة واقدام وتضحية الجندى المصرى وضمت شهداء ومصابين خلال المعركة .
* أوضحت القصة بجلاء مدى صعوبة تعامل أبناء القوات المسلحة بنبل أخلاقهم وشهامتهم مع الاماكن التى يتحصن بها التكفيريون محتمين بوجود بعض المدنيين من النساء
* كما أوضحت خسة ونذالة أعوان الشيطان من التكفيريين فى تعاملهم مع أشرف من أنجبتهم مصر من أبناء القوات المسلحة المصرية .
* كما أوضحت أهتمام الفيادة السياسية والعسكرية بتكريم ابنائها الأبطال الشهداء والمصابين.

الشهيد المقدم البطل شريف محمد عمر مواليد ٢٧/٢/١٩٨٣ بمدينة الاسكندرية مر بمراحل التعليم المختلفة بنجاج وتفوق بداية بمدرسة محرم بك الابتدائية فمدرسة محرم بك الاعدادية ثم مدرسة مصطفي كامل الثانوية العسكرية وأخيرا مصنع الرجال الكلية الحربية التى كانت اختياره الأول والتى تخرج منها سنة ٢٠٠٢ الدفعة ٩٦ حرببه
شريف متزوج وعنده فريدة ٨ سنوات و فرح ٦سنوات ونصف وشريف من اسرة كروية والده الكابتن محمد عمر مدرب المنتخب العسكري ونادي الاتحاد السكندري خاله الكابتن شوقي غريب مدرب منتخب مصر الاوليمبي ولديه اخ واحد كريم رائد شرطه امن مركزي بالاسكندريه والحمد لله ربنا اكرمه وأنجب شريف محمد عمر الصغير
وكان شريف اكبر ولد في العائلة وكان رحمة الله عليه له معزة خاصة عند كل افراد الاسرة الكبير والصغير هو كان شاب جميل جدا وطيب جدا..
البطل الشهيد شربف خدم سنتين في سلاح المظلات ، ثم انتقل للمنطقة الغربيه في السلوم خدم فيها ٥سنوات ، ثم انتقل لكلية الضباط الاحتياط بفايد خمس سنوات مدرسا للطلبة في الكليه ووصل لحد مابقي قائد الامن في الكلية .. الي ان ذهب الي شمال سيناء بارادته وهو اللي كتب انه يروح يخدم هناك ليتحقق له ماكان يسعي اليه طول حياته العسكريه وهي ان يختمها بالشهادة والحمد لله تحقق له ما اراد

شريف استشهد يوم الاربعاء ١٦/٣/٢٠١٦ الساعة ٩و20دقيقة وعلمت اسرته بالخبر الساعه الثانية بعد الظهر ودفن البطل يوم ١٧/٣/٢٠١٦ في مقابر الاسرة بالاسكندرية وقد زين علم مصر صندوق نقل جثمان ااشهيد البطل

أما قصة استشهاد هذا البطل فيرويها قائده المقدم أركان حرب محمود هلال بكل تفاصيلها أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ووزيرالدفاع و،كبار القادة العسكريين بالجيش المصرى فى حضور والدة الشهيد وعدد من الضيوف من رجال السياسة والدين ضمن فعاليات الندوة التقيفية للقوات المسلحة فيقول قائده بعد أن قال مقدم الحفل هناك أناس باعوا أنفسهم للشيطان وهناك فرسان يبيعون أنفسهم للأوطان الفرق بين هؤلاء وأولئك شاسع وكبير .. معنا اليوم أحد هؤلاء الابطال الذين يدركون قيمة الانتماء لوطن اسمه مصر .. سطر البطل ورجاله ملحمة تهتز لها المشاعر وتقشعر لها الأبدان .. خاض البطل ورجاله هذه المعركة حتى لايدنس الارهابيون الجبناء جثمان أحد الشهداء .. من حق مصر ان تفخر أن لديها رجالا مثل هؤلاء .. مع المقاتل البطل المقدم أركان حرب محمود على بلال (تصفيق ):
تمام يافندم مقدم أركان حرب مقاتل محمود على بلال .. أنا يافندم من الضباط الذين أنعم الله عليهم بالخدمة بقطاع تأمين شمال سيناء وتوليت يافندم قائد كتيبة وخلال خدمتى بالقطاع شرفت بلقاء ابطال كثيرين .. منهم الشهداء والمصابين .. ومنهم من لايزال يقاتل بشرف وبطولة فى ميدان المعركة .. الابطال دول يافندم أعطوا الوطن كل شئ وموش عاوزين منه أى شئ غير انه يكون آمن ومطمئن .. الأبطال دول خاضوا معارك كثيرة .. ومن المعرك دى حا اتكلم يافندم النهاردة عن معركة كان بطلها الشهيد البطل المقاتل شريف محمد عمر (تصفيق) واللى استأذنى يافندم صباح يوم 16/3/2016 بتفتيش أحد الاماكن اللى لاحظ وجود تحركات فيها لعناصر ارهابية .. أذنت للبطل بالخروج وكان قرار البطل انه يخرج بدوريته مترجلا علشان يمنع أى مراقبة بتراقب من اكتشاف الدورية .. وبالفعل يافندم وصل المكان المستهدف بدون أن يشعر به أحد .. بمجرد ما وصل اشتبه بأحد البيوت .. فأمر ابطاله ان يأمنوا البيت من بره وعلى مسافة تأمين كبيرة علشان لو حصل أى حاجة لايصاب أى منهم بأذى وراح هو يواجه الخطر لوحده .. دخل البطل البيت ومع التفتيش أكتشف مخزن كبير للعبوات الناسفة بلغنى به وكانت اوامرى للشهيد أخلى المكان حالا وارجع على كمينك واستهدف البيت ده بالنيران شديدة الانفجار .. قال لى تمام يافندم .. فى الوقت ده يافندم كان فيه 2 ستات بيحوموا حوالين البيت .. كانت قوة التأمين متابعاهم .. الأتنين ستات دول بمجرد خروج شربف من البيت حاول أحد الجنود انه ينتج نيران تحذيرية علشان يبعدهم عن المكان .. نده عليه الشهيد البطل وقال له .. نزل سلاحك ماتخوفهمش .. الاثنين ستات دول يافندم دخلوا بيت مجاور على مسافة 50 متر .. وقبل أن يخلى البطل المكان أنفجرت أحد العبوات الناسفة بواسطة الريموت كنترول استشهد على اثرها البطل وحصل للبطل اللى كان بيتمناه .. انه لقى وجه ربه بدون أن يصاب أى رجل من رجاله باى خدش .. (الكاميرا على وجه الأم بمسحة حزن نبيل ) خرج من البيت ده يافندم مجموعة من العناصر التكفيرية عددها يتجاوز الـ 25 (تظهر صورة البطل الشهيد على خشبة المسرح) بدأوا فى تبادل اظلاق النار مع الدورية بلغنى بهم الملازم أول محمد مصطفى الجارحى الى كان مع الشهيد شريف بنفس الدورية وقالى يافندم بيندهوا على وبيطالبونى بالاستسلام او انى اغادر الجثمان .. وكانت أوامرى للبطل اثبت ياجارحى أنا فى الطريق لك .. خرجت بدوريتى يافندم باتجاه دورية الشهيد وقبل الوصول بكيلو ونصف اديت أوامرى بترجل الدورية وذلك لخطورة التحرك على الطرق الممهدة وصعوبةالأرض فشفت ان وصولنا مترجلين حايبقى أسرع وءأمن من وصولنا بالمركبة .. وبدأنا نأخذ وثبات فى اتجاه جثمان الشهيد .. وقبل مانوصل بحوالى 300-400 متر كان معايا الملازم أول المقاتل عمرو عابد عطا وهو ضابط حديث التخرج الدفعة 109 .. حربية فى آخر وثبة بأنده عليه وثبة ياعمرو .. لقيته مابيردش على ولقيت خده لامس الأرض فاتخضيت وقلت له ياعمرو فرد على البطل وقال لى أوامر يافندم قلت له مابتردش على ليه؟ قال لى يافندم معلش فيه طلقة خبطت فى الخوذة .. قلت له طيب خلى بالك يابطل .. فقال لى يافندم هو احنا جايين هنا ليه.. احنا جايين علشان نستشهد .. الله أكبر واخذ البطل الوثبة واحنا كلنا وراه .. وبجرد يافندم ماوصلت لمنطقة جثمان الشهيد سالت الضابط الجارحى فين جثمان الشهيد وفين العناصر التكفيرية ؟ فشاور على مكان كان بينا وبين العناصر التكفيرية فاديت اوامر يافندم للملازم أول عمرو عابد والملازم أول الجارحى

قلت لهم غطونى بالنيران لغاية ما أزحف وأشد جثمان الشهيد معانا هنا فى المتأمن وبالفعل يافندم بدأ الأبطال فى تغطيتى بالنيران وبدأت فى سحب الجثماان وأثناء ذلك أصبت بطلقة اخترقت ايدى (يرفع البطل يده اليسرى لأعلى ) رغم كده يافندم وبفضل الله ماتركتش الجثمان (الكاميرا على السيد الرئيس السيسى ووزير الداع ورئيس الأركان ورئيس الوزراء ) وبمساعدة الضابط عمرو شدينا الجثمان للمتأمن واستمر يافندم الاشتباك بينا وبين العناصر التكفيرية وكانت كل طلقة بتطلع منواحد من أبطالنا بتصيب واحد منهم .. وأثناء ذلك اقتربت مجموعة من العناصر التكفبرية من الجندى المقاتل البطل طه وجيه أحمد وهو رجل صلب من صعيد مصر .. قالوا له : استسلم يامرتد واما حاتموت كافر .. رد البطل عليهم بمنتهى الثبات والقوة وقال لهم : جيش مصر مايستسلمش واستمر فى القتال معاهم واحدث فيهم خسائر كبيرة وفى الوقت ده يافندم ابتدا النزيف يشتد على .. كان واقف جنبى الرقيب البطل مصطفى السعيد محمد .. البطل ده يافندم لقيته بيقلع السترة الواقية بتاعته وسترة الأفرول وبيقطعها علشان يرط دراعى من هنا علشان يقلل معدل النزيف .. البطل ده يافندم فضل انه يستكمل المعركة وصدره عارى ولا انه يسيب القائد بتاعه دمه يتصفى لغاية مايموت .. وأثناء الاشتباك يافندم أصيب الملازم أول الجارحى بطلق نارى نافذ فى الصدر وكنت كل شوية بأطمن عليه وانده عليه .. فكان بس بيرفع ايده علامة على انه لسه حى لأنه ماكانش قادر يرد علىّ .. البطل ده يافندم بعد مانتهى الاشتباك واحنا بنخليه وبنركبه الاسعاف قعد يهتف بأعلى صوت عنده ويقول : والله العظيم لأرجع تانى ياسيادة الرائد شريف وأجيب حقك .. والله العظيم لأرجع تانى ياسيادة الرائد شريف وأجيب حقك (تصفيق حاد والكاميرا على كبار الشخصيات وام الشهيد البطل المقدم شريف) أستمر الاشتباك بيننا وبين العناصر التكفيرية يافندم وفى الوقت ده بدأت أحرك الاحتياطى القريب بقيادة الملازم أول البطل ايمن خيرى محمد توفيق .. وأنا يأشجع أيمن يافندم وهو جاى فى الطريق وبقول له شد حيلك يا أيمن يابطل زمايلك منظرينك .. رد على يافندم بكلمة عمرى ما حاأنساها وقال لى : والله العظيم ياسيادة المقدم محمود انت لو فى النار لأدخل لك .. وبمجرد وصول البطل يافندم بصيت على الدبابة الـ إم 60 اللى كانت معاه لقيت برج الدبابة غرقان بالدم فأيقنت أن فيه حد استشهد معاه .. قلت له مين استشهد معاك يا أيمن ؟ قال لى لأ يافندم ماتقلقش ده الجندى أحمد بس أصيب بطلقة فى رجله .. أبص يافندم على الحندى المقاتل البطل أحمد محمد عبد الرحمن ألاقيه بياخد وثبات وبيشتبك مع العناصر التكفيرية وبيحدث فيهم خسائر ولا كأن نقطة دم واحدة نزلت منه .. وهنا يافندم فيه توضيح واجب الجندى طالما دمه نزل على برج الدبابة يبقى ماكانش محتمى بدرعها جوه كان راكب فوقها لذلك يافندم لما أيمن جه يزورنى بعد ماخرجت من المستشفى بألومه .. باقول له بقولك يا أيمن تعال ادعمنا فى الاشتباك تركب ابطالنا فوق الدبابة ! قال لى والله العظيم يافندم أنا ماركبت حد فوق الدبابة أنا وأنا متحرك وطالع من منطقة التمركز بعض الأبطال اللى كانوا فى راحة بيقولوا لى رايح فين يافندم؟ قلت لهم رايح أدعم دوريتنا فيه اشتباك معاها لقيتهم بينطوا فوق الدبابة قلت لهم انزلوا من فوق الدبابة مافيش مكان لكم قالوا معاك يافندم قلت لهم حاتمواوا يا أبطال قالوا معاك يافندم احنا موش أحسن من اللى راحوا (يختنق صوت القائد وسط تصفيق حاد) بدأ أيمن يافندم يوجه نيران شديدة الانفجار على أماكن التكفيريين .. وبدأت أشلاء التكفيريين تتطاير فى كل مكان وده يا فندم الوقت اللى ربنا شفى فيه صدورنا لأننا أخذنا بثأر شريف حتى قبل حتى ما جثمانه يدخل تربته
أنا يافندم عقب اصابتى تلقيت اتصالات كتير من قادتى وزملائى ومرؤسنى وانا يافندم ماكانش عندى اتصال فى أهمبة الاتصال اللى وصلنى من أم الشهيد أمى السيدة إيمان الغريب اللى موجودة بينا النهارده (تصفيق).. واللى شكرتنى فيه وقالت لى أنا بأشكرك أنت وزملائك على اللى عملوته علشان خاطر شريف وانا النهاردة يافندم بكرر نفس الكلام اللى قولته لك يا أمى قبل كده : وبقول لك يا أمى الشهيد هو صاحب الفضل علئ وعلى كل إنسان بات آمن فى أرض الوطن .. الشهيد اكتشف مخزن كبير للعبوات الناسفة .. العبوات دى يا أمى كانت حاتستعدف قواتنا كان حايروح بسببها أرواح كتير .. الشهيد يا أمى أحبط عمل كبير كانت العناصر التكفيرية بتعد للقيام به .. يا أمى إن ماكناش عملنا كده مانبقاش جيش مصر ولا كنا نستاهل شهادة النبى صلى الله عليه وسلم فينا إن احنا خير أجناد الأرض .. يا أمى .. الشهيد هو صاحب الفضل والمنة .. إحنا عملنا كده لأننا تعلمنا فى القوات المسلحة ألا نترك خلفنا أبداًشهيد أو مصاب .. القوات المسلحة اللى علمتنا .. عند التكليف بأحد المهام أمامك خيارين فقط مالهومش ثالث إما النصر بشرف أو الاستشهاد ببطولة .. وأى أوامر يافندم .. (تصفيق)

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!