شقراء في المطار / بقلم : إسماعيل هموني – المغرب

في المطار شقراء منحتها الأرض كل زينتها ؛ ويممت كحلها نحو البحر .تمشي ؛

 

وحيدة ؛ كأن الطريق لها من دون الناس . تحتفل بزهو أنثوي خلد رسمها على مرآة

 

المطار . تدنو وتبتعد من رخام العبور . تراها تفشي أسرار النقش لأشعة الشمس

 

في بلادي ؛ وتعلن ضحكتها في خفوت عميق .

 

جالست طفلين على مقعد جلدي ؛ كانا غير مكترثين بوجودها ؛واصلا شغبهما

 

بأناقة أطفال الشمس  . تابعتهما بعيونها الزرق ؛كاد الكحل الخفيف أن يبتسم

 

في سهوه كأن صلاة الفجر تقام عصــــرا .

 

توشوش المرآة  بنور المرأة في آذان المساء ؛فتسري الدندنات في إيقاع الماء ؛

 

فرأيت دنان الوقت تعصر خمرتها من عنب العصر ؛ ولاخمرة تحوزها الشفاه

 

سوى ما ضحكت به شفاه الشقراء على همس من كاسات النور المنبلج من

 

صلاة الفجــر .

 

تململت الشقراء من مقعدها ؛تتهيأ للمغادرة ؛فغمزت الشمس المكان بلون يغادر

 

اصفراره الذهبي إلى دكنة مائلة نحو المغيب . الخطوات تتوالى بإيقاع رطيب

 

مسحت بنظراتها الأرض ؛فاتسع حجم الظلال ؛ وبانت سحنة الغروب .

 

كأن الذهاب ؛غربا ؛ إيذان بفجوة في نخوة الشرق . لم ارتجف حين عــم

 

عطر ماطر رخام القلب ؛ مسحت مكانا لي في المطار ؛ صليت ركعتين

 

فيضا من روح تناوحت على أعتاب الأبــــــــــد .

 

غادرت المطار ؛ولم يبق من الشقراء سوى طرق تحفل بالمناجاة . فقدت حقيبة

 

قلبي إلى خزائن الــرب ؛ وأودعتها باب الذكــر ؛ فصفت أنفاسي حتى رأيت

 

روحي تتفضض كأنها أنفاس الفجــر تضيء شغور وقتـــــــــــــــــي .

 

مطار المسيرة / أكــــادير

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!