في المطار شقراء منحتها الأرض كل زينتها ؛ ويممت كحلها نحو البحر .تمشي ؛
وحيدة ؛ كأن الطريق لها من دون الناس . تحتفل بزهو أنثوي خلد رسمها على مرآة
المطار . تدنو وتبتعد من رخام العبور . تراها تفشي أسرار النقش لأشعة الشمس
في بلادي ؛ وتعلن ضحكتها في خفوت عميق .
جالست طفلين على مقعد جلدي ؛ كانا غير مكترثين بوجودها ؛واصلا شغبهما
بأناقة أطفال الشمس . تابعتهما بعيونها الزرق ؛كاد الكحل الخفيف أن يبتسم
في سهوه كأن صلاة الفجر تقام عصــــرا .
توشوش المرآة بنور المرأة في آذان المساء ؛فتسري الدندنات في إيقاع الماء ؛
فرأيت دنان الوقت تعصر خمرتها من عنب العصر ؛ ولاخمرة تحوزها الشفاه
سوى ما ضحكت به شفاه الشقراء على همس من كاسات النور المنبلج من
صلاة الفجــر .
تململت الشقراء من مقعدها ؛تتهيأ للمغادرة ؛فغمزت الشمس المكان بلون يغادر
اصفراره الذهبي إلى دكنة مائلة نحو المغيب . الخطوات تتوالى بإيقاع رطيب
مسحت بنظراتها الأرض ؛فاتسع حجم الظلال ؛ وبانت سحنة الغروب .
كأن الذهاب ؛غربا ؛ إيذان بفجوة في نخوة الشرق . لم ارتجف حين عــم
عطر ماطر رخام القلب ؛ مسحت مكانا لي في المطار ؛ صليت ركعتين
فيضا من روح تناوحت على أعتاب الأبــــــــــد .
غادرت المطار ؛ولم يبق من الشقراء سوى طرق تحفل بالمناجاة . فقدت حقيبة
قلبي إلى خزائن الــرب ؛ وأودعتها باب الذكــر ؛ فصفت أنفاسي حتى رأيت
روحي تتفضض كأنها أنفاس الفجــر تضيء شغور وقتـــــــــــــــــي .
مطار المسيرة / أكــــادير