شموعٌ مقهورةُ الشُعاع/ بقلم :كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي      العِراقُ _ بَغْدادُ

ما عادَتِ الشمعةُ تحترقُ لتنيرَ الدربَ للآخرينََ فالظلامُ كثيفٌ وقد استوطنتهُ الخفافيشُ وبَنَتْ أَعْشاشَها في جوفِ العتمةِ فتماهى مع هذا الجوِّ السديمي كُلّ الأَجواف الفارغةِ الباحثة عن فتاتٍ متعفنِ الأَطرافِ تسدّ به جوعَ نقصها قبلَ أنْ يُداهمها نورُ الحقيقةِ الساطع فيقوِّض كُلّ ما بنتهُ من ركامٍ على أنقاضِ مجدٍ متهاوي الدعائم والبنيان وقبلَ أنْ تهبّ عاصفةُ رياح التغيير المُرتقبِ فتعصفُ بأوراقِ توتٍ متأرجحةٍ فتتكشفُ عورات وتفتضح سوآت وينتهي مسلسلُ الأوراق المزيّفة التي أزاحتِ الأَصلَ عنْ مكانهِ وتربعتْ فيه نافشةً ريشَ كذبها وزورها وخداعها لتغطي به زغبَ بُؤسها وهُلْبَ قصورها فينجلي غطاء تقزمها وتظهرُ حقيقة هزالها وتعلنُ عن إفلاسها ونفاد رصيدها وتكفّ عنْ دَأْبها في تسوّرِ محرابِ طُهْرٍ لا تنتمي لهُ وتقصر أقدامها عن وطْءِ صوامعِ نقاءٍ لا يدانيه عهر نفوسٍ أثيمةٍ ورجس أحلامٍ مريضةٍ فلنْ تحرقَ النار إلاَّ موقدها الآثم ولنْ يشهدَ المدّعي إلاّ مصرعه الوخيم عندها سنشهدُ سعةَ النورِ المُنبثق من ذلكَ الشعاعِ وهو يغطي آفاقاً رحبةً أتعبها الإنتظارُ ، مصلوبةً على جذعِ الزمنِ على أَمَل أنْ تكتحلَ عيون يكادُ أَنْ يأتي على إنسانِها الرَمَدُ ويخذلها الجَلَدُ ، حينها سنحتفي بذلكَ العهدِ ونقيم مراسمَ العيدِ لمَنْ كادَ أنْ يكونَ رسولاً .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!