آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
عندما أستيقظ رغماً عنّي يداعبني صباح شتويّ طريف … شمس خجلة .. دفء حريري.. !! نسمات عابرة تثبت وجود شتاء هادئ ..
وتحدُّث خفيّ لبرنامج اليوم … من أين أبدأ؟, هل للكسل مكان .. هل سأنجز باِمتياز …
وَسْوَسات لأسرق خمس دقائق أخرى.. أكمل ما عشته من أحلام لطيفة .. وراحة على الهامش بعد وقفة حديث مع صديقي لا أعرف كم من الدقائق دامت .
وقفتُ بحزم بارع الاِلتزام لأضع نهاية للدلال ونهاية لمناورات التهرب من التحرك باكراً. ..
كان لي إيقاع غريب يشدُّني إلى ما سيدور في يومي كما سائر يومي … غصت إلى دركات داخلي … أنزل إلى جُوّانيتي دركة دركة … لألمس ضباب غموضي …وقد كان الصباح ساكنا تماما … والضوء الخافت مرتميا على زربية في زرقتها كلون السماء … وعيناي تتوقف, إنّي أبحث عن شيء لكن لا أقدر على تحديده . .
ذلك المفهوم الحامل لأعمق خصائصنا الوجودية .كما كل إنسان … السّير في تجليات صراعنا الغريب مع ذواتنا مع الآخر وكنت دائمة الاستفهام مع نفسي …حين ألوذ بها .
نظرتُ حيث الأفق …الأغصان في هذا الصباح أيضًا مهتزّة بجنون ربما لتشاركني وجعا دفينا كانت تهتز بفعل ريح غير معتادة في آخر شهر أوت تجسيدًا لألم ملهب تعزف على أوتار روحي وفي ذات الآن كانت الأغصان التى تزمجر لها الريح العاتية لها صوت يهددها في صمتها كانت تتلقى الصفعات بكبرياء ولشِدّة كبريائها لا تشعره بألمها…. أدهشتني الصورة بكبرياء الأغصان رغم رشاقتها وصمودها ومع الريح في عدوانها الوحشي …و.سخرت منه… إنّ الطبيعة تتلاعب بالنبات كما تتلاعب الأقدار بالبشر …..وكلٌّ له مداه في تحمُّل طاقة الصبر, والإنسان يتحدَّى قيود الألم والندم ومعتصم يقتله العقل بفكره فيجعل كلمات اليأس تشتعل لهيبًا في فمه لكن ليس يجحد القدَر فيظل يشكو القضاء وما يقتسم …اِستعذت من وسوساتي واِستحضرت ما كان من مواقف مررت بها أو مَرَّ بها الأصحاب وكان لي أن أقرِّر كعادتي …يومًا جديدًا وعليّ أن أحياه دون شوائب والعمر يمضي امامنا….
****
مقطع من رواية مرايا نوران
للروائبة والشاعرة التونسية بسمة مرواني
