طائرُ المساءِ
يَحمِلُ تحتَ جناحيّهِ
زهْرَةً وخنْجرَاً،
ودمْعةً مِنْ بئرِ الماضيْ
لمْ تَجَفْ!
يأتينيَّ صَوتُهُ
كنسْمةِ الفجْرِ عُذوبَةً
يَسْمعُ خَفقانَ قلبيْ
قبْلَ أنْ أسْمَعهْ،
وكهَديرِ المُوجِ حِيناً آخَرَ
في نهْرِ المساءِ أرْقَبُهُ ،
يَسْتحِمُّ بالأشواقِ والحَنينْ،
يَتلذّذُ بفيضِ خِصاليْ،
يُغازِلُها
ويُحلّقُ فوقَ سَحابِ المُنىٰ
إنْ حاولتُ رسمَ
مَقاسَ كلماتهِ!
طائرُ الذكرىٰ
يَعودُ في ليلةٍ أُخْرىٰ
لقِرَأتيْ كَكتابٍ مفتوحٍ
أَقِفُ أمامَهُ مَبْهورةً ،
ضاحكة بوسَاماتِ حَماقاتِهِ