خاص لصحيفة آفاق حرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة مثل من بصرى الشام
بقلم/ محمد فتحي المقداد
أمّ حمّود امرأة من مدينتي بصرى الشام في جنوب سورية من محافظة درعا، لا أدري على وجه الدقة منذ متى فارقت الدنيا إلى جوار ربّها – رحمها الله -.
أثناء تجوالي في مدينة الكرك جنوب المملكة، بعد اجتياز الطلوع الحادّ من مجمع السيّارات قاصدًا وسط المدينة، مررت بشارع الخضر المنسوب لمقام الخضر -عليه السلام-، ببنائه الأثري القديم، فيه مساحة مستخدمة كمسجد صغير للصلاة، وفي الجانب الآخر قبر، مُجلّل بأقمشة بيضاء وخضراء.
على أجنحة الذاكرة رجعتُ إلى بصرى ومراتع الصبا، مستعيدًا شقاوة اللعب والعبث بما كانت تطاله أيدينا، لكن ما الذي كان يمنعنا حقيقة عن الولوج لمقام الخضر، لا أدري أبدًا.
هناك مثل شائع على ألسنة أهل بصرى: “مثل إللي بدّو يَدِلّ أم حمّود على الخضر”. ويُضرَب هذا المثل البصريّ، لمن أراد الإخبار عن أمر معلوم ومعروف لدى الآخرين.
منذ بداية وعيي، كنتُ أعرف هذه المرأة القيّمة على شؤون (مقام الخضر)، وتتعاهده بالنظافة والترتيب لاستقبال الزوّار، وذوي الحاجات لزيارة مثل هذه الأماكن، وأغلبهم من النساء والبنات، وبعض السائحين الأوربيين زائري بصرى.
المكان صِنْو المكان بجاذبيّته الروحيّة، مُرتَحلٌ فينا، يربطنا بعقاله الممتد معنا مهما ابتعدنا عنه.
عمّان / الأردن
26-4-2020