كيف يستشري الوهم بين البسطاء / بقلم : احمد مهدي

كيف يستشري الوهم بين البسطاء

كأنما التاريخ لا زال يحمل في قلبه الخلاص ذاته

انهم يؤمنون في ذلك تماما

يوقنون ان اليوم يعقبه الغد وبعد الغد

ولكني ، علي الرغم من كل شئ ، اهبهم الامل

او ربما هي الخيبة التي لا ترجح اي نتائج قادمة

اسمعهم في الطرقات ، علي المقاهي ، وفي كل مكان

وهم يغمغمون كيف سوف ينعتقون اخيرا

لطالما وددت ان احطم كل القيود وكل العقبات

التي تحجبني عن الذود في سبيل القضية

ولكن يبدو الامر كأنما ثمة زجاج ثخين يفصلني عن الرؤية

الدمار الرهيب الذي يكتسح كل شئ في الطريق

لا يدفعني ان انبس ولو بكلمة

الجو يطفح بالعدوانية ، بشئ من الزيف العارم

اذ ابصرت ذاتك في المرايا التي تنتشر في ارجاء المدينة

في واجهات المباني ، في الفاترينات ، في المولات

يجب عليك ان تخاف الوشاية

سيتملكك حجم الغرابة التي تحيط بالحياة هنا

وفي النهاية ، كما هي العادة

ثمة ثقب يبتلع في جوفه الايام والليالي والعالم

بينما تتطاير شذرات الغضب الدفين

العنف الكامن في قلوب الآخرين

انك سوف تسجل كل المأساة

انما في فؤادك

كأنك تهاب ان تخون ذاتك بالمثل

بعدما قد ذهبت في الدرب الي النهاية المنطقية الصادمة

ها انا احدث روحي في كلمات غامضة

كأن الزمن سوف يجود وحده بكيمياء الحلول السحرية

اترصد العيون القلقة المترقبة

التي تكاد ان تقفز من عمق الكارثة

ارتمي فوق سريري اخطط كيف سوف افتدي البشرية

هذا رغم علمي انني سوف اتركهم خاوي الوفاض تقريبا

لن اقدر علي شئ ولو علي ان انبس بكلمة

البقاء في مثل هذه الظروف ، مجرد البقاء ، هو وحده

كأنما سجل في تاريخ الكفاح الطويل

يكافئ المرء عليه باعلي الاوسمة وبابهي النياشين

الان

سوف ادبج رسالة اخيرة

اطلعهم انني قد تنصلت تماما من المهام المنوطة لي

علي وعد ان يحافظوا علي عهدهم دوما

ان يمحوا رمزي وكل صورة يستدل بها علي شخصي

ومن الان ايضا

قد قررت ان لا انخرط في اي عمل سري اخر

ولو علي سبيل تزجية وقتي الضائع  .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!