لا احسب الوقت يهرب مني / بقلم : إسماعيل هموني

لا احسب الوقت يهرب مني؛و لا أكبر مني؛ بل هو حياة أمنحها

 

لي في شساعات الجغرافيا.اراه يصحبني ، متوددا، كمن

 

يداعب صغيرا في حمام فاتر في صباح ربيعي.تعلمت من

 

أسفاري ان صحبة الوقت ، باعتدال، تجعله طيعا فارغا من

 

جموحه حتى يؤوب إليك مرتهنا بما تديره فيه من مجاز

 

أو تأويل لأنخاب الحياة.

 

اراه يمشي يرقبني باستواء كمن يخشى علي من الضياع في

 

دروب الخفاء؛ او السقوط بين نتوءات الأحراش؛ فيسدي لي

 

نصائحه الثمينة ان تريث في مشيك حتى لا أدوس صغار

 

الثواني وانا لا ارى ظلها او رسمها في مواطيء على الرمال.

 

ثم اجوب وقت وجداني فأراه يقربني ولا يفتأ يماشيني

 

في اقتناص بهجات الوقت باقتدار فارق ؛ كانه يدرك اني

 

ذاهب إليه رأسا ؛ ولا يتوجس خيفة من اشتعالي حرائق

 

البقاء على سطوح الماء كي املأ جرار روحي من عطش

 

لم تدركه الكلمان بعد.

 

هذا بيان للوقت ؛ ولا إعجام فيه على ما يعلم الوقت نفسه؛

 

من اني أقفو إعراب ذاتي بما في ذاتي دون حاجة نحو

 

ينحو بي إلى مواقيت الضنك. وعنه أزور ازورارا ؛ ثم أوب

 

إلى ظلي المطير بشائك الترتيل وكل شروح الوقت التالدة

 

والطارفة مسحة من عبور صغير لي تركته على ضفة التناسي.

 

في إعرابي للوقت اجدني افصح من اي تلعثم حوصر في

 

خوالج الكلام؛ وناصرته، في ضيقه، نعوت تقوست من

 

سجوف الخنق في مشاتل اليبس، ولا فصل في الخطاب

 

سوى ما جاء به دني من نهر يسري بين قلبي و نور عيني

 

في أنفاس فجر تترقبها امرأة جدائلها اغصان زيتون.

 

وانا اشرب ما تيسر من الوقت في شساعات روحي، ارخيت

 

للوقت اعنتي حتى ألجمه بما يكفي من سلاسة النذرة ،

 

وتدبير سقوفها في اقبية التأويل ؛ فلا الليل يجوبني

 

خائفا من رحيله ، ولا النهار يبكي من شماتة الزمن ، فقد

 

استوت بوصلتي على شموس روحي على ناصية الوقت

 

تدير كاساتها على شفاه الماء كأنها بدء لا يجري لمنتهاه؛

 

وخاتمة لا تنسد عند كل مسك تركه غزال الخيال عند

 

طفلة لها عيون مريم البتول.

 

عند الشساعات تولد امجاد لا حد لعبورها من وقت إلى وقت،

 

وبيننا شلال ابدي بستحم فيه الوقت وهو لا يدري.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!