لم أرتق ثقب البحر في جسد الرجل الذي يجلس في منتصف الموج
سمعته وأنا أجهز لأجله عدّة الخياطة يقول:
اتركيه … إن مائي يتنفّس.
ولهذا ثقبتُ أصابعي واحداً تلو الأخر ،
لأُنصف ماتبقى بي من نهر.
لم أكن يوماً بهذه الجرأة ،
أمدُّ يدي إلى مؤخرة الحياة ، وأصفعها بكل ماأوتيت منها.
لم تتفوه بآهٍ واحدة ،
ولم أستردّ يدي من فم اللّعنة.
لم أكن أؤمن بشيء يسمّى الخوف، إلى حين تحسسّته بلساني ،
وأنا أمده للهواء القادم من العدم
عابراً جسد المسافة آتياً بعريّها.
الخوف ، الخوف
خرافة العدم
وأنا المنتصف.
ماكان للشعر أن يلتفت إليّ…
كنتُ في الحديقة الخلفية للعالم
طحلبةً زرقاء ، أحاول التمددّ، كي لا تقسم ظهري الرطوبة .
تتبّعني
صيّرني شجرة ، بساقٍ واحدة ورأساً يهوي إلى الأعلى.